أرسلان لمحمد بن أبي هاشم حاكم مكة ثلاثين ألف دينار (?).

وفي زمن وزارة نظام الملك «الحسن بن علي» اهتمت الدولة السلجوقية بتولية الأمور القيادية في الدولة للقواد والأمراء الذين فيهم خلق ودين وشجاعة, ونشروا علوم أهل السنة, قال المؤرخ أبو شامة: «فلما ملك السلجوقية جددوا من هيبة الخلافة ما كان قد درس لاسيما في وزارة نظام الملك, فإنه أعاد الناموس والهيبة إلى أحسن حالاتها» (?).

وهذا الوزير الصالح «نظام الملك» «الحسن بن علي» هو الذي شجع بناء المدارس للطلبة, ففي عام 459هـ فرغ من عمارة المدرسة النظامية في بغداد, وأسس المدارس في نيسابور وغيرها من البلدان, وقد سرى هذا الاتجاه في بناء المدارس السنية إلى مصر, وهي تحت النفوذ العبيدي الباطني «فقد أنشأ أبو الحسن علي بن السلار وزير الظافر سنة 544هـ مدرسة وجعل رياستها للحافظ السلفي, وكانت المدرسة الوحيدة للشافعية في الإسكندرية, كما أنشئت المدرسة العوفية 532هـ وعلى رأسها الفقيه المالكي ابن الطاهر بن عوف, ومن أغراض هاتين المدرستين الوقوف في وجه المذهب الشيعي والدعوة للمذهب السني» (?).

قال المؤرخ أبو شامة عن نظام الملك: «كان عالمًا فقيهًا دينًا خيرًا متواضعًا عادلاً, يحب أهل الدين, وأما صدقاته وأوقافه فلا حد لها, ومدارسه في العالم مشهورة لم يخل بلد منها, حتى جزيرة ابن عمرو التي هي زاوية من الأرض بني فيها مدرسة كبيرة حسنة, وكان يحافظ على أوقات الصلوات محافظة لا يتقدمه فيها المتفرغون للعبادة» (?) قتل -رحمه الله- بيدي الغدر والخيانة الباطنية قرب نهاوند في اليوم العاشر من رمضان عام 485هـ (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015