بلاد غزنة وما والاها, فتح فتوحات كثيرة في بلاد الهند, لم يتفق لغيره من الملوك لا قبله ولا بعده, وغنم مغانم كثيرة, وكان مع هذا في غاية الديانة وكراهة المعاصي وأهلها, كان يحب العلماء والمحدثين, ويحب أهل الخير والدين» (?).
وعندما حاول العبيديون في مصر إغراءه بالهدايا كي يقيم الدعاية لهم في بلاده, أحرق كتبهم وهداياهم (?) , وقتل التاهرتي «مندوبهم للدعوة, وأهدى بغلته إلى القاضي أبي منصور محمد الأزدي, وقال: كان يركبها رأس الملحدين فليركبها رأس الموحدين (?). واستطاع هذا الملك السني الميمون أن يكسر شوكة الإسماعيلية والمبتدعة في بلاده, فجزاه الله خيرًا. وتوفى هذا الملك المجاهد عام 421هـ, واستمرت دولته في غزنة فترة طويلة, وكان حفيده مثله في سيرته الميمونة, واستمر الغزنويون يحكمون الهند بمذهب أهل السنة إلى القرن الثالث عشر الهجري حين تحكم الإنجليز ونقلوا السلطة إلى الهنادكة بعد رحيلهم (¬4).
7 - ظهر السلاجقة السنيون في بلاد خراسان وامتد نفوذهم إلى عاصمة الخلافة, واستطاعوا أن يقضوا على البويهيين عام 448هـ, وبذلك سقطت دولة البويهيين الشيعية, وقضى السلاجقة على فتنة البساسيري الشرير, وفي عام 448هـ أزيل ما كان على أبواب المساجد من سب الصحابة, وأمر رئيس الرؤساء بقتل شيخ الروافض أبي عبد الله الجلال لغلوه في الرفض (?).
وفي عهد ألب أرسلان زعيم السلاجقة عاد للأمة عزها المفقود, ورجعت لهم الانتصارات الكبيرة على النصارى, وعمل ألب أرسلان على تخليص حلب وديار الشام من الهيمنة العبيدية وإرجاعها للخلافة العباسية, وفي عام 462هـ رجعت مكة إلى السيادة العباسية, وانخلعت من التبعية العبيدية, وأعطى السلطان ألب