الطريق ويأخذون التجار, فحاصرها وضيق عليها, فدخلوا تحت حكمه, والتزموا ترك الفساد, وضمنوا صلاح الطريق (?).

وكان مهتمًا بعلم الأخبار وأيام الناس والطب وكان مغرمًا بالكيمياء,

وحاول ثلاثة من الباطنية قتله فدخلوا عليه زاعمين أن لهم دراية بالكيمياء إلا أن الله نجاه منهم.

قال الذهبي: «وقد وقف ليحيى ثلاثة غرباء, وزعموا أنهم يعلمون الكيمياء فأحضرهم ليتفرج وأخلاهم, وعنده قائد عسكره إبراهيم, والشريف أبو الحسن, فسل أحدهم سكينًا, وضرب الملك, فما صنع شيئًا ورفسه الملك فدحرجه, ودخل مجلسًا وأغلقه, وقتل الآخر الشريف, وشد إبراهيم بسيفه عليهم, ودخل المماليك, وقتلوا الثلاثة, وكانوا باطنية, أظن الآمر العُبيدى ندبهم لذلك» (?).

وكان كثير المطالعة محبًا للجهاد فتح حصونًا ما قدر أبوه عليها, وكان رحيمًا للضعفاء شفيقًا على الفقراء يطعمهم في الشدائد فيرفق بهم, ويقرب أهل العلم والعقل من نفسه, وساس العرب في بلاده فهابوه وانكفت أطماعهم, وكان له نظر حسن في علم النجوم, وكان حسن الوجه على جانبيه شامة, أشهل العينين مائلاً في قده إلى الطول, دقيق الساقين (?).

وكان عنده جماعة من الشعراء قصدوه ومدحوه, وخلدوا مديحه في دواوينهم, ومن جملة شعرائه أبو الصلت بن عبد العزيز أمية بن أبي الصلت الشاعر الذي عاش في كنفه بعد أن جاب البلدان, وله في يحيى مدائح كثيرة أجاد فيها وأحسن, ومن جملة ما قاله من مديحه قصيدة:

فارغب بنفسك إلا عن ندى ووغى ... فالمجد أجمع بين البأس والجود

طور بواسطة نورين ميديا © 2015