وإما الموت بين ظبا العوالي ... فلست بخالد أبد الدهور (?)
وقال ابن الأثير: «كان شهمًا شجاعًا, ذكيًا وله معرفة حسنة, وكان حليمًا, كثير العفو عن الجرائم العظيمة, وله شعر حسن, فمنه أنه وقعت حرب بين طائفتين من العرب, وهم عدي, ورياح, فقتل رجل من رياح, ثم اصطلحوا وأهدروا دمه, وكان في صلحهم مما يضر به وببلاده, فقال أبياتًا يحرض على الطلب بدمه, وهي:
متى كانت دماؤكم تُطل ... أما فيكم بثأر مستقلُّ
أغانم ثم سالم إن فشلتم ... فما كانت أوائلكم تُذلُّ
ونمتم عن طلاب الثأر حتى ... كأن العز فيكم مضمحلُّ
وما كسرتم فيه العوالي ... ولا بيض تفل, ولا تُسلُّ
فعمد أخوة المقتول فقتلوا أميرًا من عدي, واشتد بينهم القتل, وكثرت القتلى, حتى أخرجوا بني عدي من إفريقية (?).
ومن أقواله التي صارت مثلاً في إفريقية: «أسرار الملوك لا تذاع» (?).
وانطوت صفحة حياته في عام 501هـ بعد أن عادت للدولة الزيرية هيبتها.
عهد إليه أبوه بالولاية في حياته في السادس عشر من ذي الحجة سنة 497هـ, واستقبل بالأمر يوم وفاة أبيه, وعمره ثلاث وأربعون سنة وستة أشهر وعشرون يومًا فكان موفقًا (?).
ولما استقر في الملك جهز أسطولاً إلى جزيرة جربة, وسببها أن أهلها يقطعون