كدأب يحيى الذي أحييت مواهبه ... ميت الرجاء بإنجاز المواعيد
معطى الصوارم والهيف النواعم والـ ... جرد الصلادم والبزل الجلاعيد
أشم أشوس مضروب بسرادقه ... على أشم بفرع النجم معقود
إذا بدا بسرير الملك محتبيًا ... رأيت يوسف في محراب داود
إلى أن قال: ... هذي موارد يحيى غير ناضبة ... وذا الطريق إليها غير مسدود
حكم سيوفك فيما أنت طالبه ... فالسيوف قضاء غير مردود (?)
وتوفى الأمير يحيى سنة 509هـ متأثرًا بمرض أصابه بعد الاعتداء عليه من قبل الباطنيين الذين حاولوا قتله ولازمه المرض إلى أن توفى (?). وقال ابن الأثير: كانت وفاته يوم عيد الأضحى فجأة, وكان عمره اثنتين وخمسين سنة وخمسة عشر يومًا, وكانت ولايته ثماني سنين وخمسة أشهر وخمسة وعشرين يومًا, وخلف ثلاثين ولدًا, فقال عبد الجبار بن محمد حمديس الصلقي يرثيه ويهنئ ابنه عليًا بالملك.
فقال:
ما أغمد الغضب إلا جرد الذكر ... ولا اختفى القمر حتى بدا قمر
بموت يحيى أميت الناس كلهم ... حتى إذا ما عليُّ جاءهم نشروا
إن يبعثوا بسرور من تملكه ... وعينها من أبيه دمعها همر
شقت جيوب المعالي بالأسى فبكت ... في كل أفق عليه الأنجم الزهر
وقل لابن تميم حزن مادهما ... فكل حزن عظيم فيه محتقر
قام الدليل ويحيى لا حياة له ... إن المنية لا تبقى ولا تذر (?)