زواله سهلاً علينا, وأما اليوم وابن المعز بالمهدية, وابن المعز بقابس فهذا لا يمكن السكوت عليه.

وفي فتحها يقول ابن خطيب سوسة القصيدة المشهورة التي أولها:

ضحك الزمان, وكان يلقى عابسًا ... لما فتحت بحد سيفك قابسا

الله يعلم ما حويت ثمارها ... إلا وكان أبوك قبل الغارسا

من كان في زرق الأسنة خاطبًا ... كانت له قلل البلاد عرائسا

فابشر تميم بن المعز بفتكة ... تركتك من أكناف قابس قابسا

ولَّوا فكم تركوا هناك مصانعا ... ومقاصرًا ومخالدًا, ومجالسا

فكأنها قلبٌ, وهن وساوس ... جاء اليقين, فذاد عنه وساوسا (?)

وفي سنة 493هـ استطاع تميم أن يضم مدينة صفاقس وأن ينتزعها بالقوة من حاكمها المتمرد حمو بن فلفل البرغواطي (?).

ويعتبر عصر تميم أزهى من عصر والده فيما بعد دخول القبائل العربية.

وكان يضرب المثل بالجود والشجاعة والكرم والعطاء, قال فيه ابن كثير: «من خيار الملوك حلمًا وكرمًا, وإحسانًا, ملك ستًا وأربعين سنة, وعمر تسعًا وتسعين سنة, ترك من البنين أنهد من مائة, ومن البنات ستين بنتًا, وملك بعده ولده يحيى, ومن أحسن ما مدح به الأمير تميم قول الشاعر:

أصح وأعلى ما سمعناه في الندا ... من الخبر المروي منذ قديم

أحاديث ترويها السيول عن الحيا ... عن البحر عن كف الأمير تميم (?)

وكان عالمًا فاضلاً, وشاعرًا رقيق العاطفة, ومن شعره: ... فإما الملوك في شرف وعز ... على التاريخ في أعلى السرير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015