من ثلاث لغات بحيث لا يمكن لأحد أن يفهمه وعلى ذلك لم يشعر الزائرات بأن أحدا منا يعرف اللسان الإنكليزي، وكان هو المطلوب.
فقلت: إن ألبستنا وأكسامنا هي تركية محضة.
قالت ذات البعل: لا يا عزيزتي ليست هي الأكسام التركية فننا نرغب في مشاهدة الأكسام المذكورة.
قالت السيدة "ص": كيف تكون الألبسة التركية تشيرين إلهيا.
قالت: ألا يوجد أثواب مذهبة؟ قلت إلى (ن خانم) : اذهبي يا صديقتي والبسي ثوبي المقصب الذي أعجبك منذ برهة وتعالي به، ثم التفت إلى ذات البعل وقلت: إن السيدة ستلبس الثوب المذهب وتأتي به على الفور.
قالت ذات البعل: أشكركن كل الشكر ولعمري إنكن عنوان الرقة.
وما مر على ذلك غير برهة قصيرة حتى دخلت (ن خانم) مكتسية بثوبي المذهب غير ان زائراتنا لم يكن مطمئنات تمام الاطمئنان.
قالت ذات البعل: لا ليس مقصدنا هذا وإننا نحن راغبات في الأكسام التركية الصرفة.
قالت ذات الخدر: نعم، الزي التركي ما أجمله.
فقتل: أيمكنكما أن تفهمانا ما هي الأكسام التركية التي ترغبانها وقد أعجبتكما وكيف يكون شكلها.
قالت ذات البعل: إنها جاكيته (نوع ملبوس يصل للحزام فقط) قصيرة مطرزة بالذهب، وقميص رفيع وشروال مقصب.
فقلت لها: ا؟ لآن ترين هذا الزي.
قالت السيدة "ص": ماذا تقولين من أين يمكنك إيجاد هذا الزي والظهور به.
قلت: الآن تنظرين.
وحينئذ نهضت فأحضرت مجموعة الرسوم وقد كنت شاهدت في الطريق امرأة مكتسبة بصدرة مطرزة بالذهب وشروال مقصب فأخذت رسمها وقد فتحت المجموعة وعرضت على الزائرات الرسم المذكور. وقلت: أهذا الزي الذي تطلبينه؟ فأجاب الزائرات الثلاث بصوت واحد: نعم، نعم هذا هو بعينه وكنا نود أن نراكن وأنتن مكتسيات بمثل هذا الزي.
قلت: أين رأيتن النساء اللاتي يلبسن هذه الأزياء؟ قالت ذات البعل: لم نشاهد المكتسيات به عيانا وإنما رأين رسمهن في باريز.
قلت لها: ففي مثل هذه الحال لا يمكنك هنا أيضا أن تشاهدي أكثر من ذلك.
قالت ذات البعل: لماذا لم يبق بين النساء التركيات من يكتسين بهذا الزي؟ فقلت لها: كلا.
قالت ذات الخدر: وا أسفاه إنه لزي جميل للغاية فإذا لا يتسنى لنا أن تشاهد في دار السعادة من ربات هذا الزي.
فقلت لها: لا يمكن أن تشاهدن إلا مثل هذا الرسم.
قالت الخالة: من هي صاحبة هذا الرسم؟ فقلت: لا أدري لقد رأيتها في الطريق فأخذت رسمها.