و"كلوتيد الأول" ملك فرنسا وسلباه الملك، واقتسماه بينهما، فوقعت "رادغنده" في حصة "كلوتير" وكانت قد تربت على الوثنية وكان عمرها حينئذ عشر سنوات فأدخلها "كلوتير" في المذهب المسيحي حتى إذا تهذبت وترعرعت تزوجها سنة 538م، وألبست تاج الملك في "سواسون" وكان لها ميل شديد إلى العيشة الرهبانية، فلم تمض ست سنوات حتى استأذنت الملك في الاعتزال إلى بعض الأديرة فسمح لها ولم يكن له منها ولد وأقطعها أرضاً تعيش فيها إذا أرادت فأتت أولا إلى "بواتيه"، ثم انتقلت سنة 544م لما قاطعها فاشتهرت في "أكوتيانيا"بفضيلتها وتقواها حتى تقاطر إليها الناس وأشهر الأساقفة.

وفي سنة 559م أنشأت ديرا في "بواتيه" على اسم الصليب وذلك لأن الإمبراطور "بوتينوس" كان قد أهدى إليها هدية من جملتها قطعة من خشبة الصليب ثم بنت كنيسة على اسم العذراء وأقامت تمارس الفضائل وأعمال القداسة والتقشف والزهد إلى أن توفيت في 13 آب (أغسطس) سنة 587م ودفنت تحت الخورس في الكنيسة التي بنتها ونسب إليها فعل عجائب كثيرة ونقلت جثتها إلى "ديجون" عند اكتساح العرب "أكوتيانيا" في القرن الثامن، ثم أعيدت إلى "بواتيه" بعد مدة طويلة.

وقيل: لما فتح قبرها سنة 1412م كان جسدها باقيا لم يبل وبقي هناك إلى سنة 1562م ثم تلاشى وتفرقت أجزاؤه في الحروب الدينية. ولها عيد في 13 آب المذكور. وكتب كثيرون من الآباء سيرتها، ونظموا على اسمها قطعا كثيرة للترتيل، وحفظت من خط يدها رسالة بعثت بها قبل موتها بقليل إلى كل أساقفة فرنسا عنوانها وصية "راغندة".

رادكليف مؤلفة إنكليزية

ولدت في لندن سنة 1764م، وتوفيت سنة 1823م. وتزوجت رجلا من "أكسفرد" صاحب جريدة، واشتغلت في تصنيف قصص على طرز جديد فاشتهرت في وقت قليل بحذفها في الإنشاء وحسن أساليبها وكان مدار مواضيع هذه القصص بث انفعالات شديدة في النفس كالرعب والهول وغوامض الأسرار والأمور العجيبة الذي يقرؤها يتوهم نفسه محاطا بالخيالات والأشباح الوهمية والأرواح الجهنمية أو السماوية، ثم يظهر سرها وينكشف أمرها في آخر القصة فتنطبق على أسباب طبيعية.

وقيل: إنها هي نفسها كانت تتخيل مثل هذه الخيالات المطبوعة في مخيلتها أفضى بها الأمر إلى اختلال عقلها في أواخر حياتها، ولما شاعت قصصها وتطلبها الناس برغبة صار بعض الكتبة ينشر قصصه تحت اسمها من قلمه، وإذا لم تر هذه القصص المزورة لائقة بها انقطعت عن التصنيف ولم تكتب منذ ظهورها شيئاً ويقال: إن القصة التي عنوانها "أسرار أو دلف" اشتراها منها صاحب المطبعة بمبلغ 25 ألف فرنك وترجمت كل قصصها إلى الفرنساوية.

راعوث امرأة موابيه

كانت أولا زوجة ل "محلون" وبعد وفاته تزوجت ب"بوعز" فولد منها "عوبيد" جد داود النبي. وهي واحدة النساء الأربع اللواتي ذكرهن القديس متى في سلسلة "ميلاد المسيح" والثلاث الأخر هن "ثاماء" و"راجاب" وزوجة "أوريا" وما جرى ل "راعوث" مذكور بطريقة لطيفة في السفر المنسوب إليها وملخصة: أنه حدث جوع شديد في أرض "يهوذا" ربما نشأ من حلول الموآبيين تلك الأرض في أيام "عجلون" فأجئ أليملك من أهالي بيت لحم "أفراتة" أن يهاجر إلى أرض مداب هووزوجته نعمى وابناه "محلون" و"كلبون" وبعد مضي عشر سنين ترملت نعمى ومات ولدها وسمعت أنه قد زالت المجاعة من أرض "يهوذا" فرجعت "راعوث" وكنتها معها لأنها كانت تحبها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015