أبناء بلدتها وأنقذتهما بحيلة كما هو مذكور في "الإصلاح الثاني من سفر يشوع" غير مطيعة لأمر الملك فكوفئت على ذلك بإنقاذها هي وكل عائلتها عندما فتح الإسرائيليون المدينة، ومن الاتفاق أن بيتها كان مبنيا على السور فأمرها الجاسوسان أن تربط خيطا من القرمز بالطاق فيكون علامة لهم على بيتها ثم صارت فميا بعد زوجة لسلمون وجدة للمسيح وقصتها مع الجاسوسين إلى غير ذلك من أخبارها مذكورة في "الإصحاح الثاني والسادس من سفر يشوع". وذكرت أيضا في "إنجيل متى" والرسالة إلى العبرانيين ورسالة يعقوب الرسول.
هي زوجية يعقوب وأم يوسف وبنيامين قصتها وردت في "الإصحاح تسعة وعشرين" إلى "الإصحاح ثلاثة وثلاثين". وفي "الإصحاح خمسة وثلاثين من سفر التكوين". وما جرى بينها وبين يعقوب هو من الأمور التي تلذ مطالعتها، فإن جمالها والحب الشديد الذي كان ليعقوب نحوها من حين التقيا أولا على بئر "حاران" حين قابلها على عادة أهل البادية وأخبرها بأنه ابن رفقة والخدمة المستطيلة التي خدم بها إياها بصبر حتى كانت السبع سنين عنده كأنها أيام قليلة صبا بها واتخاذه رياها زوجة أخيرا عوض أختها "لبتة" وموتها عند ولادتها ابنا ثانيا كل ذلك مما يزيد قصتها اعتبارا ولذة.
ولما توفيت دفنت على طريق "أفراتة" -أي بيت لحم- وأقام يعقوب نصبا على قبرها وهو أول من نصب على قبر مذكور في التاريخ لأن أهالي تلك الأزمان كانت عادتهم إلى ذلك الوقت أن يتخذوا المقابر مدافن لهم وكان موقع قبرها معروفا في أيام "سموئيل" و"شاول" كما يستفاد من العدد الثاني من "الإصحاح" العاشر من سفر سموائيل الأول" وقد وصفها "إرميا" النبي بعبارات مؤثرة جدا: "راحيل" المدفونة تبكي على فقد بنيها وذلك لأن جماهير المسبيين الذين سيقوا إلى بابل اجتازوا بالقرب من قبرها.
وقد أشار إلى ذلك "متى الإنجيلي" عند قتل "هيروس" الأطفال في بيت لحم. وأما موقع الرامة الوارد ذكرها هناك فهو من المسائل الواقعة تحت البحث عند جغرافي فلسطين ولكن موقع قبر "راحيل" على طريق بيت لحم بعيدا قليلا عن "أفراتة" في تخم بنيامين لم يقع فيه اختلاف وهو على بعد نحو ميلين إلى الجنوب من أورشليم ونحو ميل إلى الشمال من بيت لحم، وهو من الأماكن التي يزورها اليهود والمسلمون والمسيحيون تبركا به وزاره السائح "متدربل" سنة 1697م، ووصفه الدكتور "روبنصن" وصفا يتضمن ملخصة ما وصفه به السائحون الشرقيون قال: هو مزار إسلامي، أو مدفن شخص مقدس، حقير، مربع، مبني بالحجارة وله قبة وداخله قبر أشبه بقبور المسلمين المألوفة، وكله مطين بالطين من خارج، ومنظر البناء لا يدل على أنه قديم.
وفي القرن السابع لم يكن هناك إلا شبه هرم من الحجارة، وأما الآن فهو مهمل وأخذ في السقوط على أن السائحين من اليهود لا يزالون يزورونه، وجدرانه مغطاة بأسماء من عدة لغات وكثير منها عبراني، واتفاق العموم على أن ذلك المقام هو قرب "راحيل" لا سبيل إلى الاعتراض عليه لأن ما ورد في الكتاب المقدس يعضده من كل وجه. وقد ذكره أيضا كثيرون من السائحين من سنة 333 للميلاد وذلك "ايرتبموس" وغيره في ذلك العصر.
ملكة فرنسوية، ولدت سنة 521م، فلما قام أخوها "هرمنفدو" على أبيه وقتله واختلس الملك، نهض عليه "سيرى"