لبسالته وأمانته، وطرح نفسه في الخطر حبا فيها ومدافعة عنها فاتخذته زوجا لها على طريقة البدو وبقيت هي على مذهبها تذهب إلى الكنيسة وهو مذهبه يذهب إلى الجامع، ثم اشترت في دمشق بستانا بنت فيه بيتا ظريفا تصرف فيه بعض السنة بعيشة حضرية.
وأما البعض الآخر فتصرفه في بيت الشعر لزوجها المذكور بين عربه بعيشة مرضية (وذكر مستر "يريم" في رحلته المعنونة بما ترجمته للسكنى في الخيمة بالأرض المقدسة) إذ زارها سنة 1855م، وقد طبع تلك الرحلة في "نيوبرك" من أميركا سنة 1857م، وبها تفاصيل لا محل لها هنا ويقال: إنها كتبت سيرتها بيدها ولا بد أن الذين وقفوا على خبرها يميلون إلى مطالعتها.
إنكليزية من "كنتيه لتلكن" أحرقت في "سمتفلد" في 12 تموز (يوليو) سنة 1546م كانت ذات عقل ثاب وتعلمت الكتاب المقدس، ثم انحازت إلى "البروستانت"، وكان زوجها "كيم" من أشد الناس تمسكا بالمذهب الكاثوليكي فطردها من بيته، فسارت إلى لندن لتطلب إلى الحكومة أن تقرر انفصالها عنه فأجابتها الملكة "كترنيابار" وكثير من خواتين البلاط الملكي إلا أن نكرانها حضور المسيح بالجسد في الافتخار حمل الحكومة على القبض عليها وإيداعها السجن، وذكر "برنت" أنها بعد عذاب مبرح كتبت محررا نقضت فيه مقالها الأول ولكن ذلك لم ينجها لأنها حبست مرة ثانية في "بنوغات" وطلب إليها أن تشهر أسماء مكاتبيها في البلاط الملكي فلم تفعل مع أنها كانت تعذب على مرأى من حامل أختام الدولة، ولم تستطع الوقوف بعد ذلك العذاب فوضعت في كرسي وطرحت في النار فكان صبرها على عذابها هذا وغيره يذهل الناظرين إليها.
هي آخر من جلس على عرش إنكلترا من عائلة "ستورس". ولدت سنة 1664م مسيحية، وتوفيت سنة 1714م وهي ثاني بنت ل "جيمس الثاني" دوق بورك من امرأته الأولى حنة "هترنيا كلارنيدن" الشهيرة، وكان ولداها كاثوليكيين، وأما هي فتربت على مبادئ كنيسة إنكلترا الأسقفية، وتزوجت سنة 1683م بالبرنس "جورج" أخي "كرستيان الخامس" ملك الدنمرك وجعلتها دوقة "مرلبورد" التي كانت تحبها محبة شديدة واتحدث مع الحسب الفائز فكفل لها ولأولادها إنكلترا بأنه لم يكن ل "وليم" و"ماري" عقب، فولدت 17 ولدا ولكن ماتوا في سن الطفولية إلا أكبرهم فتوفي وله من العمر إحدى عشر سنة، فلما توفي "وليم" جلست على عرش إنكلترا وذلك سنة 1702م.
ومع ضعف عزمها تبعت سياسة سلفها في كبح مطامع "لويس الرابع عشر" فتجددت يوم تتويجها المعاهدة الثلاثية لين إنكلترا وهولاندا ضد فرنسا، وأعظم الحوادث السياسية التي زينت ملك حنة هو اتحاد إنكلترا وسكوتسيا وذلك في أيار سنة 1707م.
وسنة 1710م أخذت شهرة "مرلبورط" في الانحطاط بعد أن بقي ثماني سنوات في أعلى درجة من الاعتبار والحب عند الملكة، والشعب والمجلس العالي وخسرت أمرأته فقوي حزب السوريين الذين كان منهم في ذلك الوقت أقدر رجال السياسة وأحذق الكتاب ووكل حزب الهويفر قبل سقوطه بمقاومتهم اللاهوتي "ساسيفمر" بل لأنه صرح في وعظه بأن حق الملوك هو من الله وانتصر السوريون في الانتخابات الجديدة، فأقيمت وزارة جديدة تحت رياسة "هرلي"، وصارت "ماشام" ابنة أحد تجار لندن نديمة للملكة، ومدبرة لبلاطها، فعزموا على عقد الصلح وأهملوا الانتفاع بنتائج الحرب وتركوا حلفاء إنكلترا في معاهدة "أسرخت" التي وقع عليها في "أنيسيان" سنة 1713م، ولم تكن الوزارة