بمجادلته ومناظرته إفحام بعض المسلمين العوام ببراهين كاذبة من الإسرائيليات، ومن هذه البراهين الإسرائيلية دس َ هذه القصة الكاذبة مقارنًا إي َّ اها بما ن ُ سب كذبًا وبهتانًا إلى داود -عليه السلام- من أنه تخلص من أوريا بعدما أحب زوجته حتى ق ُ تل وتزوجها. كل ذلك دس ٌّ رخيص على رسل الله -عليهم الصلاة والسلام.
نقول توضيحًا في قوله تعالى: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ} الخصوم فسروا هذه العبارة بأن الذي كان يخفيه في نفسه هو حب زينب، ورغبته الأكيدة في طلاقها من زيد؛ ليتزوجها بعده. وهذا كذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تفسير خطأ عظيم، وخروج بالآية عن معناها الحقيقي، وتحميل لها بما لا تحتمله. والتفسير الصحيح لقوله: {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ} هو ما ذكرته الآية بعد ذلك، والبيان: أي: وتخفي ما أعلمك الله به من قبل من أن زيدًا سيطلقها وأنك ستتزوجها بعدها؛ هدمًا لظاهرة التبني، وتشريعًا للأمة أن زوجة المتبنا ة لا تحرم إذا ط لقها المتبن ى؛ لأ نه ليس ابنًا حقيق يًّ اللإنسان، وهذا: {لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا}.
لماذا أخفى النبي ذلك؟ مراعاةً لشعور زيد؛ حياءً منه، مع أن الله - جل وعلا - سيبد ي هذا الأمر لا محالة، ويظهره إلى حيز الوجود، وإنما خشي النبي -صلى الله عليه وسلم- من ملامة الناس لعدم علمهم أن يقولوا: إ ن محمدًا تزوج زوجة متبناه، فهذا الذي معنى الآية: {وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ} أي: تخشى الناس أن يقولوا تزوج محمد زوجة ابنه. {وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ} فهو الذي بيده الخلق والأمر، وهو الذي شرع لك ما أوحى به إليك في هذا الموضوع، فلا