ما يتعلق بالرعد والبرق: أيضًا معظم كتب التفاسير، ذكرت أن الرعد اسم ملك يسوق السحاب، وأن الصوت المسموع هو صوت زجره للسحاب، أو صوت تسبيحه، وأن البرق أثر من المخراق الذي يزجر به السحاب، أو لهب ينبعث منه، وأن الله في قوله: {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِه} (الرعد: 13) يقولون: إن الفلاسفة ذكروا الرعد والبرق، وأنه هذا صوت الملك، أو صوت كذا أو ضحك أو كذا، هذا كلام ساقوه، وذكره أكثر المفسرين في تفسير ظاهرة الرعد، والبرق، وكلام لا يتوافق مع الحق.

ومن العلماء من قال: إن تسبيح الرعد بلسان الحال لا بلسان المقال؛ حيث شبّه دلالة الرعد على قدرة الله وعظمته، وتنزيه الله عن الشريك والعجز بالتسبيح والتنزيه، واستعار لفظ يسبح كلام ذكره المفسرون. والعلامة الألوسي قال: والذي اختاره أكثر المحدثين أن الإسناد حقيقي، الرعد اسم للملك الذي يسوق السحاب: "واليهود لما سألوا رسول الله، أخبرنا ما هذا الرعد؟ قال: ملك من ملائكة الله موكل بالسحاب، بيده مخراق من نار، يزجر به السحاب، يسوقه حيث أمره الله تعالى، قالوا: فما ذلك الصوت الذي نسمعه؟ قال: صوته" وهذا الحديث إن صح يمكن حمله على التمثيل، ولا يطمئن إليه القلب، كما يقول الشيخ أبو شهبة: ولا يكاد يصدق عن المعصوم -صلى الله عليه وسلم-، بل جعله من الإسرائيليات.

على كل حال، من الحق أن نقول أن بعض المفسرين كانت لهم محاولات على ما كان من العلم من الظواهر في عصرهم، كتفسير الرعد والبرق، تكلم ابن عطية وغير ابن عطية، والألوسي وغيرهم، والحقيقة في هذه الظواهر الكونية: ما ينبغي أن يحمل القرآن إلا على الحق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015