نختم بما كان يقوله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند سماع الرعد والبرق: عن ابن عمر قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا سمع صوت الرعد والصواعق قال: ((اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وقال: إذا سمعتم الرعد فسبحوا، ولا تكبروا، وكان يقول إذا سمع الرعد: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم)) يقول الشيخ أبو شهبة: فهذا هو اللائق برسول الله وبعصمته.
أما ما نقل أن الرعد ملك، أو صوته زجره للسحاب، وأن البرق أثر صوته- فلم يعتمد هو هذا الكلام، ولنا كلام في الرياح والكهرباء الجوية، وحدوث الرعد، والبرق، والصواعق، ذُكِرَ في كتب كثيرة لا يتسع المقام لذكر ذلك تفصيلًا.
ونختم بكلمات موجزة: هكذا نرى كثيرًا من أعداء الإسلام، يحرصون على أن يظهروا دين الإسلام بمظهر الدين الباطل الذي يشتمل على الخرافات والأباطيل، وذلك من خلال تفسير القرآن؛ لأنهم لم يصلوا إلى النص القرآني، بعد أن عجزوا أن يلحقوا بالقرآن ذاته شيء من الأباطيل لجئوا إلى التفسير، فدسوا سمومهم حول القرآن في تفسيره؛ مما يخالفُ حقائق العلم، وسنن الله في الكون، أو ما يصادم العقل والمنطق، ومؤلفو هذا الكلام هم أناس أرادوا عداوة الإسلام، أوردوا في عمر الدنيا من الإسرائيليات أن عمرها سبعة ألاف سنة، وهذا يتناقض؛ لأن معرفة قيام الساعة مفوض إلى علم الله وحده {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ} (الأعراف: 187).