وأيضًا يقولون في مثال ثالث في قوله: {حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ} (يونس: 24). يقول: هذا إشارة إلى صنع القنابل الذرية التي تخرِّبُ العالم. وعجبًا لهذا الكلام!! فالقرآن الكريم أعم، وأعظم، وأكبر من تفسيراتهم المحدودة في مثل هذا القول.
وننتقل إلى نماذج أخرى نختتم بها ما دخل كتب التفسير من الدخيل من التفسير العلمي:
فهناك أيضًا الحقائق العلمية التي بهرت كثيرًا من الناس؛ فنسبوا إليها هذه الخرافات نسبوها إلى الآيات، بعض العلماء بُهِرَ بالاكتشافات العلمية، فراحوا يتكلمون ويربطون بينها وبين آيات القرآن الكريم، حتى نسبوا خرافاتٍ علمية إلى الإسلام، وشككوا بذلك في عصمة النبي -عليه الصلاة والسلام- وهو ما ينطق عن الهوى، بحجة العلم والمعرفة، ولو أن المرويات صحت أسانيدها ربما كان للمتمسكين بها بعض العذر، أما وهي ضعيفة السند، فلا قدر لها.
والشيخ أبو شهبة صاحب كتاب (الإسرائيليات والموضوعات في التفسير) يقول: وأحب أن أقول: إن معظم هذا الذي يروى في الأمور الكونية تخالف مخالفة ظاهرة المقررات والحقائق العلمية التي أصبحت في حكم البدهيات والمسلمات، ككروية الأرض ودورانها، وحدوث الخسوف والكسوف، ونحو ذلك، وهذا كلام قالوه يتناقض مع الحقائق.
ذكروا لكسوف الشمس، وخسوف القمر أشياء كثيرة منها ما هو صحيح، ومنها ما ليس كذلك، لكن نسبة ذلك إلى كتب التفسير والقرآن هذا كلام يحتاج إلى مراجعة، وهناك لا يزال البعض في عصرنا ينكر كروية الأرض ودورانها، وأسباب حدوث هذه الظواهر، ويتكلمون عن الخسوف، والكسوف، والرعد