وهو العلم الذي يهدي البشر إلى الله -تبارك وتعالى-، والأصل في قولهم: أن القرآن عقيدة وشريعة وهداية، إلا أن الله نشر فيه إشاراتٍ علمية تتضح للناس في كل زمان ومكان؛ لقوله: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} إلى آخره.
ولنعد إلى نماذج عابرة على وجه السرعة فيما دخل التفسير من الدخيل في التفسير العلمي:
جاء في قوله تعالى {وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} (سبأ: 53) قال دكتور صلاح الدين خطاب: يقذفُونَ بالغيب هي: المسرة التليفون، والهاتف، والتلغراف، والتليفزيون، والراديو، يعني: يريد أن يقول: إن القرآن تنبَّأَ بوجود هذه الاختراعات الحديثة؛ مع أن التفسير الصحيح للآية، كما قال قتادة والصحابة والتابعون: أن الكفار يرجمون بالظن؛ لا بعث، ولا جنة، ولا نار، والقرآن يرد عليهم هذه الأكاذيب.
مثال آخر: هو قوله -تبارك وتعالى-: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} (الأنعام: 65). يقول صاحب كتاب (الجانب العلمي في القرآن) الدكتور صلاح الدين خطاب: إن العذاب الذي وضعته الآية من فوقكم ينطبق على القنابل النازلة من الطائرات، ومن فوق الرءوس، ومن الأعالي، وأما العذاب من تحت الأرجل؛ فإشارة إلى الألغام والغواصات التي تنصب في الأرض، أو في البحر، فيمر عليها من مراد إهلاكه فتنفجر تحت رجله أو سيارته فتسبب له الهلاك.
ونحن نتساءل من أتى بهذه الأمور؟ وهل قدرة البشر تساوي قدرة الله -سبحانه وتعالى- ألم يقرأ قوله: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَت} (الحج 1: 2) الآيات ... إلى آخره.