القرآن في فهم القرآن وتفسيره بالرأي من غير نقلٍ. وذهب إلى القول: بأن القرآن فيه إشارة إلى مجامع العلوم التي لا نهاية لها، حتى قال: لكل آية ستون ألف فهم، وما بقي في فهمها أكثر.
وقال آخرون: القرآن يحوي سبع وسبعين ألف علم ومائتي علم؛ إذ كل كلمة فيها علم، ثم يتضاعف ذلك أربعة أضعاف؛ لأن كل كلمة لها ظاهر وباطن، وحد ومطلع، وأما في كتابه (جواهر القرآن) المتأخر عن (الإحياء) فجعل فيه الفصل الرابع والخامس عن كل العلوم الدينية والدنيوية، كالطب، والنجوم، والهيئة، والتشريح، والطلسمات وغير ذلك، وقال: تفكر في القرآن والتمس غرائبه؛ ليتصادف فيه مجامع علم الأولين، والآخرين.
غير الإمام الغزالي نرى الإمام الرازي؛ فرفع الراية عالية، ولم يترك آية تتحدث عن السموات والأرض، والبحار والأنهار، والجبال، وكل آيات الآفاق والأنفس إلا أعمل فيها عقلَهُ وفسرها بما وصل إليه العلم في عصرِه، وجاء الإمام الزركشي في (البرهان) والسيوطي في (الإتقان) وتأثروا بالغزالي، ونقلوا عباراته: أن القرآن يحتوي على سبعة وسبعين ألف علم، والكلمة لها ظاهر وباطن، وحد ومطلع ... إلى آخره؛ ثم نقل الإمام السيوطي عن أبي الفضل المرسي، وعن القاضي أبي بكر ابن العربي كثيرًا من ذلك.
وجاء بعد هذا العصرِ العصرُ الحديث باكتشافات، ومعرفة أسرار الكون، ووجدوا أسرارًا تحدثوا عنها من هؤلاء الإمام القاسمي في تفسيره والشيخ محمد رشيد رضا، والشيخ محمد عبد الله دراز، والشيخ محمد متولي الشعراوي تحدثوا عن كثيرٍ من الاكتشافات العلمية، وربطوا بينها وبين آياتِ القرآنِ الكريمِ، وبين ما اكتشفَهُ العلم، وبين الإعجاز العلمي في القرآن الكريم.