تتبين هذه الاكتشافات العلمية، وإن كنا نرى أن إذا تم اكتشاف حقيقة علمية يقينية ثابتة أشارت إليها الآيات، هذا نوع من الإعجاز، ربما يتلاءم مع العصور التي تكتشفه، وبما أن القرآن هو معجزةُ الله الخالدة الباقية إلى قيام الساعة؛ فإنه قد حوى أنواعًا من الإعجاز تناسب كل العصور وكل البلاد إلى قيام الساعة.
رابعًا: يستحيل أن توجد حقيقةٌ علميةٌ ثابتةٌ يقينيةٌ تتناقض مع القرآن الكريم؛ لأن خالق الكون هو الله، ومنزل القرآن هو الله فمحال أن يتناقض هذا مع ذاك.
خامسًا: القرآن غني عن العلوم الحديثة للتدليل على صحته، بينما العلوم الحديثة هي التي تحتاج للتدليل على صحتها؛ وبالتالي ليس من العدل أن نحاكم ما يأتي في الاكتشافات العلمية- نحاكم قول الله إلى أقوال الناس.
سادسًا: الحقيقة العلمية شيء، والتعسف في تفسير القرآن بها وحمله عليها شيء آخر، فليس ضروريًّا أن نحملَ كُلَّ حقيقة علمية، ونتكلف أن نحمل النص عليها، ونؤوله بها، أو نلوي عنق الآيات، والعبارات لَيًّا؛ لنقول: إن القرآن قد سبق العلم الحديث.
سابعًا: يجب علينا أن ننظرَ إلى القرآن على أن كل ما فيه حقائق، فَمَا وافقه من الاكتشافات الحديثة على وجه القطع واليقين قبلناه، وإلا فإن النظريات تخضع للتجربة والتمحيص، وقد تصدق اليوم وتنتفي غدًا؛ فالقرآن هو كلام الله الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
ثامنًا: يجب مراعاة معاني المفردات على النحو الذي كان مستعملًا في أثناء نزولِ القرآنِ، والحظر مما طرأ عليها من تطور بعد القرون الأولى.
تاسعًا: لا يجوز لَنَا أن نعدل عن حقيقة اللفظ القرآني، وإن اتجه إلى معنى مجازيٍّ إلا إذا كان هناك قرائن، وعلامات توجب ذلك.