فعل أبو عبد الرحمن السلمي في كتابه، ومحيي الدين بن عربي في كتابه التفسير وفي (فصوص الحكم) وفي (الفتوحات المكية) إلى غير ذلك من الدخيل الذي ذكر عن الصوفية وما أكثره، وهو واضح البطلان؛ لأنه لم يتفق لا مع نص شرعي، ولا مع قواعد اللغة.

الدخيل عن طريق التفسير العلمي

ننتقل بعد ذلك إلى النوع الأخير من الدخيل في التفسير العلمي:

والدخيل عن طريق التفسير العلمي كثر وانتشر في الآونة الأخيرة، فما معنى التفسير العلمي؟ وما المبادئ والحقائق التي ينبغي مراعاتها عند التفسير العلمي؟ وما هي آراء العلماء حول التفسير العلمي؟ ثم نختم بنماذج من التفسير العلمي الدخيل الباطل، الذي يتعارض مع تفسير القرآن الكريم.

أولًا: التفسير العلمي: هو الذي يبين الآيات القرآنية الواردة في شأن الآفاق والأنفس، وانطلقوا من قوله -تبارك وتعالى-: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} (فصلت: 53) انطلق لفيفٌ من العلماء حول المكتشفات العلمية في الآفاق والأنفس؛ فحملوا كثيرًا من الآيات، وفسّروها بمكتشفات العلم الحديث، أولًا: هناك حقائق وقواعد لا بد من مراعاتها عند التفسير العلمي.

أولًا: العلم الذي يدعو إليه الإسلام هو العلم الذي يهدي الإنسان إلى هدايته، وحسن مآله وحسن حاله في في الدنيا والآخرة.

ثانيًا: إن القرآن الكريم أفاض في الحديث عن الكون، ولفت أنظار العلماء إلى آيات القدرة، وآيات الإبداع في هذا الكون التي توصّل إلى توحيدِ اللهِ، توحيد ربوبية وألوهية وأسماء وصفات.

ثالثًا: إن إعجاز القرآن لا يتوقف بحال من الأحوال على موافقة الاكتشافات العلمية الحديثة لبعض آيات القرآن؛ فإعجاز القرآن ثابت بوجوه لا حصر لها من قبل أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015