إلى المسلمين، فيطعنون بهذا في سند الخبر الإسلامي، ويفقدون الناس الثقة في الدين الإسلامي نفسه، ويبعدون الناس عن اتباعه والالتزام والتمسك به.
ثالثًا: إن هذه الإسرائيليات في التفسير كادت تصرف الناس عن الغرض الصحيح، والهدف المنشود الذي أُنزِلَ القرآن من أجله، وهو هداية الناس وتوجيههم إلى ربهم وعبوديتهم لله -سبحانه وتعالى- فإن هذا ألهى الكثيرَ عن التدبر في الآيات، وأبعدهم عن الانتفاع بمواعظ الآيات القرآنية العظيمة.
رابعًا: إن الإسرائيليات قد صورت الإسلامَ في صورة دين خرافي يعنَى بِتُرهات وأباطيل وأكاذيب لا سند لها من الصحة، ولكنها نسج عقولٍ ضالةٍ وخيالات جماعات مضللة، وهذا يشكك في علماء الإسلام وقادتنا من السلف الصالح -رضوان الله عليهم- وتصورهم بأنهم لا هَمَّ لهم إلا الأباطيل، فنفقد الثقة في هؤلاء.
مثلًا: ما رواه وهب بن منبه أنه قال في قصة آدم: "لما أهبط الله آدم من الجنة، واستقر جالسًا على الأرض، عطس عطسةً فسال أنفه دمًا، فلما رأى سيلان الدم من أنفه، ولم يكن رأى قبل ذلك دماء، هاله ما رأى، ولم تشرب الأرض الدم فاسود على وجهها كالحُمم، ففزع آدم من ذلك فزعًا شديدًا، فذكر الجنة وما كان من الراحة، فخر مغشيًّا عليه، وبكى أربعين عامًا، فبعث الله إليه ملكًا، فمسح ظهره وبطنه، وجعل يده على فؤاده، فذهب عنه الحزن، فاستراح مما كان يصيبه".
هذه روايات وأمثالها مما يروى في قصة أيوب، وقصص كثير من الأنبياء، هذه أكاذيب، وألقيت من بني إسرائيل على أمة الإسلام، فكانت آثارها سيئة، وكانت خطورتها شديدة.