من أمثلة ذلك: ما جاء في كتب السابقين في (سفر التكوين) مما لا يليق بجلال الله وكماله، في قصة نوح يقولون: "ورأى الرب أن شر الإنسان قد كثر في الأرض، وأن كل تصور في أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم، فحزن الرب أنه عمل الإنسان في الأرض، وتأسف في قلبه، فقال الرب: أمح عن وجه الأرض هذا الإنسان".
كلام ما ينبغي أن يتفوه به بشر، وهذا يعبر عن أن الله -جل وعلا- ندِمَ على خلق الإنسان، وكأنه لا يعلم الأمور قبل حدوثها، ومثل هذا أباطيل طفحت بها الكتب.
ومن أمثلة ذلك: ما يروى في قصة أيوب -عليه السلام- من أنه ألقي على مزبلة لبني إسرائيل، تختلف الدواب في جسده، وتنهش منه. هذا كلام لا يليق بنبي كلفه ربه أن يكون بين الناس مبشرًا ونذيرًا.
هذه الإسرائيليات نستطيع أن نقول:
ثانيًا: إن وجودها في كتب التفسير كاد يذهب الثقة في علماء السلف، من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومن التابعين؛ حيث أسند من هذه الإسرائيليات المنكرة شيء كثير إلى سلفنا الصالح الذين عرفوا بالثقة والعدالة، واشتهروا بين المسلمين بعلم التفسير وعلم الحديث، واعتبروا مصادر ومراجع لهذه الأمة، فاتهامهم بهذه الإسرائيليات من أبشع التهم، التي لا تنبغي، ولا تليق.
ولذلك عدهم بعض المستشرقين ومن سار في ركابهم من المسلمين مدسوسين على الإسلام، فعلًا هذا الكلام الذي نسب إليهم يجعل الناس يتشككون فيهم، وقد صرف قلوب الأمة عن سلفنا الصالح لمثل هذه التهم التي لا تنبغي، ولا تليق، وهذا يقصد منه التشكيك في علماء الإسلام، والذين تحملوا عبء تبليغه