ما كان يتعلق بالقصص والملاحم، وبدء الخليقة، وأخبار الأمم الماضية، والفتن، وأسرار الكون، وأحوال القيامة، كل هذا نقل عن هؤلاء، هذه الإسرائيليات رواها أهل الكتاب الذين أسلموا، إما أنهم لا يعرفون حقيقتها، أو ورثوها عن كتبهم السابقة، أو رووها للتحذير منها، وإن كانوا لم ينصوا على ذلك، فتلقفها الرواة ونشروها بين الناس، وتوارثتها الأجيال، ومُلِئت بها كتب التفسير.

هذه الإسرائيليات التي رواها أحد الكتاب الذين أسلموا، إما لأنهم لا يعرفون حقيقتها، أو ورثوها عن كتبهم السابقة وملئت بها الكتب الإسلامية، ومنها كتب التفسير كما قلت.

سادسًا: ولعله السبب الذي نختم به: وجود عددٍ غير قليل من الخطباء غير المؤهلين علميًّا في المساجد، والذين يغترفون معلوماتهم من أي منهلٍ، ويتلقفون أي حادثةٍ أو قصةٍ، ويلقونها على أسماع الناس من غير أن يتثبتوا أو يتعرفوا على حقيقة ما يقرءون ويبلغون، فيكونوا سببًا واضحًا في نشر الإسرائيليات بين المسلمين، وهذا هو الضلال المبين.

أما أثر الإسرائيليات وخطورتها على المسلمين، فإن هذا يتلخص فيما يلي:

أولًا: هذه الإسرائيليات أحدثت أثرًا سيئًا، ينعكس على الإسلام والمسلمين للأسباب الآتية:

أولًا: أنها تفسد على المسلمين عقائدهم بما تنطوي هذه الإسرائيليات من أباطيل وأكاذيب في حق الله، بما لا يليق بذاته سبحانه، وبما يرد في حق الملائكة، وفي حق الأنبياء والرسل، بما يتنافَى مع العِصمة لهم، وبعض هذه الإسرائيليات كان يصور هؤلاء الرسل صورة استبدت بهم شهواتهم، وملذاتهم ونزواتهم، فأوقعتهم في قبائح وفضائح ما ينبغي أن تليق بهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015