ستة، أو دون ذلك، يسيرون كل يوم جادين؛ لكي يخرجوا منها حتى يمسوا وينزلوا، فإذا هم في الدار التي منها ارتحلوا، وأنهم اشتكوا إلى موسى ما فعل بهم، فأنزل عليهم المن والسلوى.
المن والسلوى من نعم الله على بني إسرائيل، المن شيء كالعسل كان ينزل على الشجر من السماء فيأخذون ويأكلون، والسلوى طير لذيذ الطعم جدًّا يشبه طائر السماني، كما قال العلماء.
أنزل عليهم المن والسلوى، وأعطاهم من الكسوة ما هي قائمة لهم، ينشأ الناشئ فتكون معه على هيئته، وسأل موسى ربه أن يسقيهم، فأتى بحجر الطور، وهو حجر أبيض، إذا ما أنزل القوم، ضربه بعصاه فيخرج منه اثنتا عشرة عينًا، لكل سبط منهم عين {قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ} (الأعراف: 160).
وكذلك روي أن ثيابهم ما كانت تبلى ولا تتسخ، وكذلك نقل بعض المفسرين؛ كالزمخشري وغيره: أنهم كانوا ستمائة ألف وسعة المعسكر اثن اعشر ميلًا، وكذلك ذكروا أن الحجر كان من الجنة، ولم يكن حجرًا أرضي ًّ ا، ومنهم من قال: كان على هيئة رأس إنسان، ومنهم من قال: كان على هيئة رأس شاة، وقيل: كان طوله عشرة أذرع وله شعبتان تتقدان في الظلام إلى غير ذلك من تزيدات بني إسرائيل.
وليس في القرآن ما يدل على هذا الذي ذكروه في وصف الحجر، مع أنّه لو أريد بالحجر الجنس وأن يضرب أيَّ حجر ما، لكان أدل على القدرة وأظهر في الإعجاز.
لاحظ ابن خلدون من قبل المغالط التي تدخل في مثل هذه المرويات، فقال في مقدمته: اعلم أنّ فن التاريخ فن عزيز المذهب جم الفوائد شريف الغاية، إذ هو