الهراء، وليس في نص القرآن ما يشير إلى ما حكوه وذكروه، ولو من بعد أو على وجه الاحتمال، ثم أين زمن نوح من زمن موسى - عليهما السلام - وما يدل عليه آية: {قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا} (المائدة: 22)، كان في زمن موسى قطعًا، ولا مرية في هذا، فهل طالت الحياة بعوق حتى وصل إلى زمن موسى؟ بل قالوا: إن موسى هو الذي قتله، ألا لعن الله اليهود، فكم من علمٍ أفسدوا، وكم من خرافات وأباطيل وضعوا وزينوا.

بهذا ننتهي من الحديث عن هذا الشخص الذي يدعى عوج بن عنق والخرافات التي انتشرت وفشت في إسرائيليات بني إسرائيل.

ننتقل بعد ذلك إلى قصة أخرى وهي تتعلق بموسى - عليه السلام - وما أكثر مواقف موسى في القرآن.

كان هناك قصة تسمى قصة التيه التي وردت فيها الآية، وهي قول الله - جل وعلا - بعد أن قال موسى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِين * قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِين} (المائدة: 25، 26).

حول هذه الآية في تفسيره أخبار عجيبة، رواها المفسرون، وتناقلوها في قصة التيه، من ذلك ما رواه ابن جرير بسنده عن الربيع، قال: لما قال لهم القوم ما قالوا، ودعا موسى عليهم، أوحى الله إلى موسى: {فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِين}، وهم يومئذٍ ستمائة ألف مقاتل، فجعلهم فاسقين بما عصوا، فلبثوا أربعين سنة في فراسخ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015