إلى ركبتيه، وأن موسى كان بطوله هذا وعشرة أذرع وعصاه عشرة أذرع ووثب في الهواء، ثم ما بلغ كعب عوج هذا، هذا كلام لا يعقل، وما أجمل سوق هذا الحديث من ابن كثير: ((إن الله خلق آدم وطوله ستون ذراعًا، ثم لم يزل الخلق ينقص حتى الآن)).
ثم ذكروا أنّ هذا الرجل كان كافرًا، وأنه كان ولد زانية، وأنه امتنع من ركوب سفينة نوح، وأن الطوفان لم يصل إلى ركبتيه، وهذا كذب وافتراء؛ صدق ابن كثير، العلامة الناقد الحافظ، يستدرج أو يواصل الكلام فيقول: وهذا كذب وافتراء، فإنّ الله تعالى ذكر أن نوحًا - عليه السلام - دعا على أهل الأرض من الكافرين فقال: {وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا} (نوح: 26)، وقال تعالى: {فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُون * ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِين} (الشعراء: 119، 120)، وقال تعالى: {لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ}، وإذا كان ابن نوح الكافر قد غرق فكيف يبقى عوج بن ع ن ق وهو كافر وولد زانية أو ولد امرأة زنية، هذا لا يسوغ في العقل، ولا في الشرع، ثم في وجود رجل يقال: له عوج بن ع ن ق نظر؛ يعني: في وجود رجل بهذا الاسم نظر والله أعلم. هذا كلام العلامة ابن كثير في ت فسيره.
وينقل الدكتور أبو شهبة، فيقول: وقال العلامة ابن قيم الجوزية، بعد أن ذكر حديث عوج بن عنق: وليس العجب من جرأة من وضع هذا الحديث، وكذب على الله، وإنّما العجب ممن يدخل هذا في كتب العلم من التفسير وغيره، فكل ذلك من وضع زنادقة أهل الكتاب، الذين قصدوا الاستهزاء والسخرية بالرسل وأتباعهم، أقول -الكلام لابن القيم-: وسواء أكان عوج بن عنق شخصية وجدت حقيقة، أو شخصية خيالية فالذي أنكره هو ما أضفوه عليه من صفات، وما حاكوه حوله من أثواب الزور والكذب والتجرؤ على أن يفسر كتاب الله بهذا