عشر، وفيها: فلقيهم رجل من الجبارين، يقال له: عوج، فأخذ الاثني عشر فجعلهم في حجزته -الحجزة: موضع الرباط على السروال- يعني أخذ الاثني عشر رجلًا فجعلهم في داخلة جزءٍ من الإزار، وعلى رأسه حملة حطب، وانطلق بهم إلى امرأته، فقال: انظري إلى هؤلاء القوم الذين يزعمون أنهم يريدون أن يقاتلونا، فطرحهم بين يديها، فقال: ألا أطحنهم برجلي، فقالت امرأته: بل خلي عنهم حتى يخبروا قومهم بما رأوا، ففعل ذلك، كلام لا يصدقه العقل.
وكذلك ذكر مثل هذا وأشنع منه غير ابن جرير والسيوطي بعض المفسرين والقصاصين، وهي كما قال ابن قتيبة: أحاديث خرافة، كانت مشهورة في الجاهلية، ألصقت بالحديث، بقصد الإفساد.
وينقل شيخنا الدكتور محمد أبو شهبة، يقول: وإليك ما ذكره الإمام الحافظ الناقد ابن كثير في ت فسيره، قال: وقد ذكر كثير من المفسرين ها هنا أخبارًا من وضع بني إسرائيل في عظمة خلق هؤلاء الجبارين، وأنَّ منهم عوج بن عنق، وأنه كان طوله ثلاثة آلاف ذراع وثلاثمائة وثلاثة وثلاثون ذراعًا وثلثا ذراع " تحرير الحساب " وهذا شيء يُستحيا من ذكره، ثم هو مخالف لما ثبت في (الصحيحين)؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن الله خلق آدم وطوله ستون ذراعًا، ثم لم يزل الخلق ينقص حتى الآن)).
أنا أقف مع هذا الحديث وقفة يسيرة، ستون ذراعًا؛ أي ثلاثون مترًا، والخلق من آدم يتناقصون، فإذا ذكروا أن عوج بن عنق هذا كان طوله ثلاثة آلاف ذراع؛ يعني آدم - عليه السلام - ستون ذراعًا، وهذا الذي جاء من بعده بأجيال، طوله ثلاثة آلاف ذراع، وكان يمسك الحوت فيشويه في عين الشمس، وأن طوفان نوح لم يصل