ولم يكتم منهم إلا رجلان؛ يوشع بن نون وكا رم بن يوحنا، وهما اللذان أنزل الله فيهما: {قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ} (المائدة: 23).

ويروي ابن جرير بسنده عن مجاهد نحوًا مما قدمنا الآن، ثم يذكر: "أن عنقود عنبهم، لا يحمله إلا خمسة أنفس، بينهم فيه خشبة، ويدخل في شطر الرمانة إذا نزع حبها خمسة أنفس، أو أربعة" إلى غير ذلك من الإسرائيليات الباطلة.

هيا ننتقل إلى خرافة عوج بن ع ن ق:

فمن الإسرائيليات الظاهرة البطلان أيضًا التي ولع بذكرها بعض المفسرين والإخباريين عند ذكر الجبارين؛ قصة عوج بن عنق، وأنه كان طوله ثلاثة آلاف ذراع، وأنه كان يمسك الحوت فيشويه في عين الشمس، وأن طوفان نوح لم يصل إلى ركبتيه، وأنه امتنع عن ركوب السفينة مع نوح، وأن موسى كان طوله عشرة أذرع وعصاه عشرة أذرع، ووثب في الهواء عشرة أذرع، فأصاب كعب عوج بن عنق فقتله، فكان جسرًا لأهل النيل سنة، إلى نحو ذلك من الخرافات والأباطيل التي تصادم العقل والنقل، وتخالف سنن الله في الخليقة.

يقول شيخنا الدكتور محمد أبو شهبة: ولا أدري كيف يتفق هذا الباطل، وقول الله - تبارك وتعالى -: {وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِين * قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِين} (هود: 42، 43) اللهم إلا إذا كان عوج أطول من جبال الأرض.

فمن تلك الروايات الباطلة المخترعة ما رواه ابن جرير بسنده عن أسباط عن السدي في قصة ذكرها من أمر موسى وبني إسرائيل، وبعث موسى النقباء الاثني

طور بواسطة نورين ميديا © 2015