البحرين) وله (ترجمان القرآن) وله أيضًا تفسير (نواهد الأبكار وشواهد الأفكار) فعندما نقول السيوطي نحدد تفسيره.
الكتاب الذي حوى كثيرًا من الإسرائيليات هو الكتاب الذي عني فيه بالتفسير بالمأثور، وهو (الدر المنثور)، ولعله أوسع التفاسير عنده، ذكر كثيرًا من الروايات في صفة هؤلاء القوم وعظم أجسادهم، مما لا يتفق هو وسنة الله في خلقه، ومما يخالف ما ثبت في الأحاديث الصحيحة؛ من ذلك ما أخرجه ابن عبد الحكم عن أبي ضمرة قال: "استظل سبعون رجلًا من قوم موسى في خفِّ رجلٍ من العماليق"، خفِّ رجلٍ وسع سبعين رجلًا -يعني: كأنه خيمة كبيرة وسعت قبيلة من القبائل، ومثل ما أخرجه البيهقي في (شعب الإيمان) عن زيد بن أسلم قال: "بلغني أنه ر ئ يت ضبع وأولادها رابضة في حجاج عين رجل من العماليق"، في حجاج؛ يعني: حاجب عظيم، الحاجب فقط، كان داخله هذه الضبعة وأولادها، جالسة بأولادها في هذه المقلة الكبيرة.
ومثل ما رواه ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: "أُمر موسى أن يدخل مدينة الجبارين، فسار بمن معه حتى نزل قريبًا من المدينة -وهي أريحاء- فبعث إليهم اثني عشر نقيبًا من كل سبطٍ منهم عين، ليأتوه بخبر القوم، فدخلوا المدينة، فرأوا أمرًا عظيمًا من هيبتهم وجسمهم وعظمهم، فدخلوا حائطًا -أي بستانًا لبعضهم- فجاء صاحب الحائط ليجني الثمار فنظر إلى آثارهم فتبعهم، فكلما أصاب واحدًا منهم أخذه، فجعله في كمه مع الفاكهة، وذهب إلى ملكهم، فنثرهم بين يديه، فقال الملك: قد رأيتم شأننا وأمرنا، اذهبوا فأخبروا صاحبكم، قال: فرجعوا إلى موسى فأخبروه بما عاينوه من أمرهم، فقال: اكتموا عنا، فجعل الرجل يخبر أخاه وصديقه، ويقول: اكتم عني، فأشيع في عسكرهم،