فيهم الأنبياء وأبناء الأنبياء، ثم إن الله رحمهم فأوحى إلى ملك من ملوك فارس يقال له: " قورش " وكان مؤمنًا أن سر إلى بقايا بني إسرائيل حتى تستنقذهم، فصار " قورش " ببني إسرائيل وحُلي بيت المقدس حتى ردَّه إليه.
فقام بنو إسرائيل مطيعين الله مائة سنة، ثم إنهم عادوا في المعاصي فسلط الله عليهم " بطي ان م وس "، فغز ابأبناء من غز امع "بختنصر"، فغز ابني إسرائيل حتى أتاهم بيت المقدس فسبى أهلها، وأحرق بيت المقدس، وقال لهم: يا بني إسرائيل إن عدتم في المعاصي عدنا عليكم بالسباء، فعادوا في المعاصي فسيَّر الله عليهم السباء الثالث، ملك روميه يقال له " فاقس بن إسبايوس "، هذا الكلام موجود في كتب التفسير حتى في (تفسير البغوي) " قاقس بن إستيانوس "، فغزاهم في البر والبحر، فسباهم وسبى حلي بيت المقدس، وأحرق بيت المقدس بالنيران، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " هذا من صنعة حلي بيت المقدس، ويردّه المهدي إلى بيت المقدس، وبها يجمع الله الأولين والآخرين".
وعفا الله عن ابن جرير -هذا كلام شيخنا الشيخ أب ي شهبه- كيف استجاز ابن جرير أن يذكر هذا الهراء، وهذه التخريفات عن المعصوم -صلى الله عليه وسلم - وكان عليه أن يصون كتابه عن أن يسوّده بأمثال هذه المرويات الباطلة.
ويرحم الله أيضًا الإمام الحافظ الناقد ابن كثير حيث قال في ت فسيره: وقد روى ابن جرير في هذا المكان حديثًا أسنده عن حذيفة مرفوعًا مطولًا، وهو حديث موضوع لا محالة لا يستريب في ذلك من عنده أدنى معرفة بالحديث، والعجب كل العجب كيف راج عليه مع جلالة قدره وإمامته، وقد صرح شيخنا أبو الحجاج البزي -رحمه الله- بأنه موضوع مكذوب، وكتب ذلك على حاشية الكتاب؛ كتاب (تفسير ابن جرير).