ومما ذكره ابن جرير وابن أبي حاتم من قصص عجيب غريب في "بختنصر" هذا، وما خرب من البلاد وما قتل من العباد كلام كثير.
وتأمَّل الكذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بنسبة هذه الإسرائيليات إليه، ولو أن هذه الإسرائيليات والأباطيل وقف بها عند رواتها من أهل الكتاب الذين أسلموا، أو عند من رواها عنهم من الصحابة والتابعين؛ لهان الأمر، ولكن عظم الإثم في أن تُنسب هذه الإسرائيليات إلى المعصوم -صلى الله عليه وسلم- صراحة، ولا نشكّ أن هذا الدسّ من عمل زنادقة اليهود أو الفرس.
وإليك ما رواه ابن جرير في ت فسيره قال: حدثنا عصام بن راود بن الجراح، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا سفيان بن سعيد الثوري، قال: حدثنا منصور بن المعتمر، عن ربعي بن حراش، قال: سمعت حذيفة بن اليماني يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن بني إسرائيل لما اعتدوا وعلو وقتلوا الأنبياء؛ بعث الله عليهم ملك فارس "بختنصر"، وكان الله ملَّكه سبعمائة سنة فصار إليهم حتى دخل بيت المقدس فحاصرها، وفتح، وقتل على دم زكريا سبعين ألفًا، ثم سبى أهلها، وبني الأنبياء، وسلب حُلي بيت المقدس، واستخرج منها سبعين ألفًا ومائة ألف من حلي حتى أوردها بابل".
انظر إلى هذه المبالغات والأكاذيب التي ينسبونها إلى رسول الله -عليه الصلاة والسلام.
قال حذيفة: فقلت: يا رسول الله لقد كان بيت المقدس عظيمًا عند الله؟ قال: " أجل بناه سليمان بن داود من ذهب، ودر، وياقوت، وزبرجد، وكان بلاطة من ذهب، وبلاطة من فضة، وكانت عُمُده ذهب، أعطاه الله ذلك وسخر له الشياطين يأتونه بهذه الأشياء في طرفة عين، فصار "بختنصر" بهذه الأشياء حتى دخل بها بابل فأقام بنو إسرائيل في يديه مائة سنة تعذبهم المجوس وأبناء المجوس،