ومما يؤيِّد أنه من وضع بعض الإسرائيليين الدُّهَاة أن نحوًا من هذا المروي عن قتادة قد رواه الثعلبي وتلميذه البغوي عن كعب الأحبار، ولا خلاف إلا في تقديم بعض الفضائل وتأخير البعض إلا إنه لم يذكر إلقاء الألواح، وفي آخره فلما عجب موسى من الخير الذي أعطى الله محمدًا وأمته قال: يا ليتني من أصحاب محمد، فأوحى الله إليه ثلاث آيات يرضيه بهن {قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي} (الأعراف: 144) إلى قوله {دَارَ الْفَاسِقِينَ} (الأعراف: 145) , {وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ} (الأعراف: 159) قال فرضي موسى كل الرض اء.
هذا ما ورد في إلقاء الألواح وغضب موسى - عليه السلام.
من الإسرائيليات والخرافات ما ذكره أيض ً ابعض المفسرين عند تفسير قوله - تعالى -: {وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ} في سورة الأعراف، وسورة الأعراف من السور التي أكثرت من مواقف بني إسرائيل مع موسى، ومن الصراعات التي وقعت في حياتهم مع رسل الله وخاصة رسول الله موسى -عليه السلام.
ذكر ابن جرير في تفسير هذه الآية خبرًا عجيبًا، فقال: حدثنا القاسم، قال: حدثنا حجاج، عن ابن جريج في قوله: {وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ} قال: بلغني أن بني إسرائيل لما قتلوا أنبياء هم وكفروا وكانوا اثني عشر سبطًا تبرأ سبطًا منهم مما صنعوا، واعتذروا وسألوا الله -عز وجل- أن يفرّق بينهم وبينهم، ففتح الله لهم نفقًا في الأرض فصاروا حتى خرجوا من وراء الصين، فهم هنالك حنفاء مسلمون يستقبلون قبلتنا، قال ابن جريج: قال ابن عباس: فذلك قوله: {وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا} (الإسراء: 104) ووعد الآخرة هو عيسى ابن مريم، قال ابن جريج: