قال ابن عباس: صاروا في السرب سنة ونصفًا، قال ابن عيينة: عن صدقة عن أبي الهزيل عن السدي {وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ} قال: قوم بينكم وبينهم نهر من شهد.
وقد وصف العلامة ابن كثير ما رواه ابن جرير ب أنه خبر عجيب.
وقال البغوي في ت فسيره: قال الكلبي والضحاك والربيع: هم قوم خلف الصين بأقصى الشرق على نهر مجرى الرمل يُسمى نهر الأرداف، ليس لأحد منهم مال دون صاحبه، يُمطرون بالليل ويصحون بالنهار، ويزرعون لا يصل إليهم منا أحد، وهم على دين الحق.
وذكر أن جبريل -عليه السلام- ذهب للنبي -صلى الله عليه وسلم- ليلة أُسري به إليهم فكلمهم، فقال لهم جبريل: هل تعرفون من تكلمون؟ قالوا: لا، فقال: لهم هذا محمد النبي الأمي فآمنوا به، فقالوا: يا رسول الله إن موسى أوصانا أن من أدرك منكم أحمد فليقرأ عليه مني السلام، فردّ النبي -صلى الله عليه وسلم- على موسى وعليهم، ثم أقرأهم عشر سور من القرآن نزلت بمكة، وأمرهم بالصلاة والزكاة، وأمرهم أن يقيموا مكانهم، وكانوا يسبتون -أي: يعظمون السبت كاليهود- فأمرهم أن يجمعوا -أي: يعظموا يوم الجمعة- ويتركوا السبت، وقيل: هم الذين أسلموا من اليهود في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- والأول أصح.
وهذا على كل حال من خرافات بني إسرائيل ولا محالة، والعجب من الإمام البغوي أن يجعل هذه الأكاذيب أصح من القول الآخر الذي هو أجدى بالقبول وأولى بالصحة، ونحن لا نشك في أن ابن جريج وغيره ممن رَوَوْا ذلك إنما أخذوه عن أهل الكتاب الذين أسلموا، ولا يمكن أبدًا أن يكون متلقى عن المعصوم -صلى الله عليه وسلم.