عمران ممّا رأى وسمع، واقشعرت كل شعرة في رأسه وجسده، ثم قال: لقد ندمت على مسألتي؛ فهل ينجيني من مكاني الذي أنا فيه؟ فقال له خير الملائكة ورأسهم - يعني: جبريل -: يا موسى اصبر لما سألت فقليل من كثير ما رأيت.
ثم أمر ملائكة السماء الثالثة أن اهبطوا على موسى فاعترضوا عليه، فهبطوا أمثال النسور لهم قصف ورجف ولج م شديد، وأفواههم تنبع بالتسبيح والتقديس كجلب الجيش العظيم، ألوانهم كلهب النار ففزع موسى واشتد فزعه، وأيس من الحياة، فقال له خير الملائكة: مكانك حتى ترى ما لا تصبر عليه.
ثم أمر الله ملائكة السماء الرابعة أن اهبطوا فاعترضوا على موسى بن عمران فهبطوا عليه لا يشبههم شيء من الذين مروا به قبلهم، ألوانهم كلهب النار وسائر خلقهم كالثلج الأبيض، أصواتهم عالية بالتقديس والتسبيح، لا يقاربهم شيء من أصوات الذين مروا به من قبلهم، فاصطكت ركبتاه وارتعد قلبه واشتد بكاؤه، فقال له خير الملائكة ورأسهم: يا بن عمران اصبر لما سألت فقليل من كثير ما رأيت.
ثم أمر الله ملائكة السماء الخامسة أن اهبطوا فاعترضوا على موسى فاعترضوا على موسى، فهبطوا عليه لهم سبعة ألوان، فلم يستطع موسى أن يتبعهم بصره لم ير مثلهم ولم يسمع مثل أصواتهم؛ فامتلأ جوفه خوفًا، واشتد حزنه وكثر بكاؤه، فقال له خير الملائكة ورأسهم: يا بن عمران مكانك حتى ترى بعض ما لا تصبر عليه.
ثم أمر الله ملائكة السماء السادسة أن اهبطوا على موسى فاعترضوا عليه، فهبطوا عليه في يد كل ملك منهم مثل النخلة الطويلة نارًا أشد ضوءً امن الشمس، ولباسهم كلهب النار إذا سبحوا وقدسوا جاوبهم من كان قبلهم من