ثامنًا: علم الاجتماع الذي يبحث فيه عن أحوال الأمم في دعوتها وحضارتها وأسباب ضعفها وقوتها وتأخرها وتقدمها على نحو ما في مقدمة ابن خلدون.
الصفة التاسعة الصفات التي يجب على الداعية الخطيب أن يتحلى بها: قوة الثقة بالله تعالى، ليكون الخطيب قوي الثقة في وعد الله، كامل الرجاء في حصول الفائدة من دعوته مهما طال العلاج وعظمت المصاعب، فإنه متى تمكن ذلك من نفسه انبعثت همته وقوي نشاطه، وتنبه إلى انتهاز كل فرصة بما يناسبها موقنًا بأنه إن لم يظهر تأثيره اليوم فغدًا يظهر مؤمنًا بأن الباطل زهوق، ولا بد لمن يوم يتغلب فيه الحق على الباطل، فإن دولة الباطل مؤقتة لا ثبات لها في ذاتها، وإنما بقاؤها في نوم الحق عنها، ودولة الحق هي الثابتة بذاتها فلا يغلب أنصار الحق ما داموا معتصمين به مجتمعين عليه، قال الإمام علي -رضي الله عنه-: "لا قيام للباطل إلا في غفلة الحق".
الصفة العاشرة: التواضع ومجانبة العجب، فذلك بالدعاة المرشدين أليق ولهم ألزم؛ لأن التواضع عطوف والعجب منفر، هو بكل أحد قبيح وبالمرشدين أقبح؛ لأن الناس بالخطباء يهتدون ويقتدون وكثيرًا ما يداخلهم الإعجاب لتميزهم بفضيلة العلم، ولو أنهم نظروا حق النظر وعملوا بموجب العلم لكان التواضع بهم أولى ومجانبة العجب بهم أحرى؛ لأن العجب نقص ينافي الفضل.
الصفة الحادية عشرة: أن لا يبخل بتعليم الناس ما يحتاجونه مما يحسن علمه ولا يمتنع من إفادة من يريد أن يستفيد، فإن البخل بالعلم ظلم ولؤم، والمنع منه حسد وإثم، وكيف يسوغ للخطيب أن يبخل بما علمه الله -تبارك وتعالى- وآتاه من