والعناية، ولذا فإن الخاتمة لا تقل أهمية عن الموضوع نفسه فضلًا عن مقدمته، وينبغي أن يجعل الخطيب نصب عينيه عند تفكيره في الخاتمة هذه الأسئلة: هل يغلب على ظنك أيها الخطيب أن السامعين فهموا الموضوع واستوعبوه؟ وما هي الأسئلة التي تتوقع أن تسأل عنها بعد انتهاء موضوع الخطبة؟ ماذا تريد من السامعين أن يعملوا؟
لقد عرفناك أن للخطبة أغراضًا تتنوع هذه الأغراض بتنوع الخطبة، فلا بد أن يكون حاضرًا في ذهنك ماذا تريد من السامعين أن يعملوا، ماذا تريد أن تعلمهم من العقيدة، ماذا تريد أن يقوموا به من عبادات، ماذا تريد أن يصححوه من المعاملات، كيف يمكن أن يبقى لموضوع الخطبة أثر طيب ممتد في نفوس وعقول وسلوك السامعين، إن هذه الأسئلة حين تجعلها في ذهنك ستجعلك في مواجهة أمام نفسك بحيث تستشعر عظمة مسئولية الخطابة، وتدرك عمق أهمية دورها وتأثيرها، وأنها ليست مجرد أقوال مرسلة أو بلاغة جميلة أو حماسة متقدة، بل هي أمانة ورسالة، وتعليم وإرشاد، كما أن العناية بخاتمة تدفع الخطيب لمحاسبة نفسه وتربيتها؛ إذ كيف يطلب من الناس ما لا يعمله، وكيف يدعوهم إلى ما لا يقبله، وفي ضوء هذا يمكن تلخيص أهداف الخاتمة في هذه النقاط.
أولًا: الخاتمة تلخيص لأبرز نقاط الموضوع، وأكثرها أهمية.
ثانيًا: الخاتمة تركيز على الترجمة العملية المطلوبة للسامعين.
ثالثًا: الخاتمة هي العصارة التي تنعكس على شعور وإحساس السامعين، وتبقى في أذهانهم.