رابعًا: روعة العرض من خلال الإتيان بالجديد غير المتوقع من الخطيب والخطبة من معلومات متخصصة أو أخبار غير مشتهرة واستنباطات غير شائعة، ونحو ذلك، وعلى الخطيب أن يعتمد في خطبته على الأدلة الثابتة من القرآن الكريم والسنة النبوية، وقد أشرنا فيما سبق إلى ضرورة العناية بالأحاديث الصحيحة، واجتناب الأحاديث الضعيفة فضلًا عن الموضوعة، وأن يبتعد عن القصص والأساطير والخرافات، وعليه أن يكون موضوعه مترابطًا متصلًا متجانسًا، ويظهر ذلك من خلال أن يكون الخطيب ملمًّا بجوانب الموضوع المختلفة، ومطلعًا عليه من مراجع متعددة؛ ليكون ذلك معينًا على الاستيعاب التام للموضوع، ومن خلال استيعاب الموضوع، والتمكن منه يحرص الخطيب على تقسيم موضوعه إلى فقرات موضوعية يراعي فيها تقديم الأهم على المهم، ويحسن التقسيم بحيث يستطيع السامعون أن يركزوا في استيعاب الموضوع والخروج منه بفائدة، ويحسن أن لا يكثر من التقسيمات والتفريعات التي تشتت أذهان السامعين خاصة، وأن الخطبة قصيرة الوقت لا تحتمل مثل ذلك.

وعليه أن يحرص على الانسياب الموضوعي، وذلك بأن ينتقل من فقرة إلى فقرة بأسلوب سلس، وأن يجعل الانتقال من عنصر إلى عنصر آخر سهلًا، يسيرًا، مبررًا، بحيث يقدم الأسباب ثم النتائج وأهمية الموضوع، ثم عناصره، وهكذا، وينبغي أن يربط بين تلك الفقرات بجمل وأساليب تشويقية ومنطقية بحيث لا يشعر السامعون بشيء من الانقطاع والفجوات بين الفقرات، كما ينبغي العناية بالتناسب في الوقت بين الفقرات، وعدم تطويل بعض الفقرات بشكل كبير.

وبعد عرضه موضوعه مقسمًا معنصرًا كما ذكرنا يصل إلى خاتمة الخطبة، والخاتمة تعد خلاصة لموضوع الخطبة، وهي كالثمرة التي تأتي بعد الزراعة، والسقي،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015