ومن حيث الأداء، فإن من المناسب أن يراعي الخطيب في الخاتمة ما يلي:
أولًا: الهدوء والبطء النسبي في الإلقاء، وذلك لما في الخلاصة من الثمرة والتركيز على النقاط المهمة.
ثانيًا: محاولة الربط بالمقدمة أو بعض العناصر المهمة في الموضوع للإشعار بالترابط من جهة، ولبيان أن الخاتمة نتيجة لما سبق ذكره من جهة أخرى.
ثالثًا: استخدام أساليب التوكيد والجزم التي تدفع نحو العمل والالتزام مع التطعيم بأساليب الحث والتشجيع، وتعزيز الثقة التي تحول دون اليأس والإحباط، والشعور بعدم إمكانية العمل والتغيير.
رابعًا: استخدام التعداد بالرقم صوتًا وبالأصابع إشارة، وذلك في ذكر نقاط التلخيص أو خطوات العمل المطلوبة.
خامسًا: في حالة وجود إكمال لتوابع الموضوع في خطب قادمة، فإنه تحسن الإشارة إلى ذلك والتشويق إليه والربط به.
أما من الناحية الشكلية، فإن خاتمة الخطبة ينبغي أن تشتمل على عنصرين أساسيين:
الأول: الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
ثانيًا: الدعاء لعموم المسلمين وتخصيص ولاه الأمر والمجاهدين، وضعفة المسلمين بالدعاء، ومن الخطأ أن يجعل الخطيب الخطبة الثانية كلها دعاء يقطعها عن الخطبة الأولى قطعًا ويبترها بترًا، بل -كما سمعنا- ينبغي أن تكون الخطبة الثانية متصلة تمام الاتصال بالخطبة الأولى، وتختم بما ذكرناه من الخاتمة.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.