ملايين من البشر، وفوق ذلك أنه سارق كبير سرق أكثر من ستمائة وستين مليون ريال، وضحاياه بنسبة ثمانية وثلاثين في المائة من النساء هل تعلمون ما هو؟! هذا سؤال تشويق، ثم يجيب إنه الدخان، إنه السجائر، وغير ذلك.
وقد يختار أن يبدأ بذكر قصة مشوقة تجذب السامعين إليه، وتربطهم به وقد تكون القصة خيالية أو واقعية، والمهم فيها العبرة والفائدة في موضوع أهمية الوقاية من المنكرات مثلًا يقول الخطيب: "لدي اليوم قصة عجيبة وحادثة غريبة لرجل سرق منزله، فإذا به يخلع حديد النوافذ ثم سرق مرة أخرى وكانت المسروقات هذه المرة أكثر وأغلى، وبعد ذلك عمد إلى فتح الأبواب وعدم إغلاقها حتى أصبح منزله مغري بالسرقة لكل غادٍ ورائح، والمتوقع ممن يسرق أن يزيد في الاحتياط ويشدد في إحكام سد المنافذ، ومن هنا فإننا نحكم على هذا الرجل بأنه أحمق أو مجنون، ولكن حال كثير منا مع المعاصي والمنكرات التي تسرق من إيماننا يشبه حال هذا الرجل، فنحن كلما وقعنا في معصية تساهلنا بعد ذلك فيما هو أكبر منها، ولعل إدخال الفضائيات الماجنة إلى البيوت يصور تمامًا بيتًا بلا إقفال، ولا أبواب، ولا نوافذ".
وقد يستخدم الخطيب أسلوب الإغراب بإيراد بعض الغرائب والفرائض بأسلوب لفظي جميل يعطي أثرًا قويًّا في شد الانتباه، وربط السامعين؛ لأن النفوس تتعلق بكشف الغموض ومعرفة الغريب، ومن أمثلة ذلك أن يقول مثلًا وهو يتحدث عن استقبال رمضان، وكيف يستقبل الناس رمضان، يقول خطيب: اعذروني اليوم، فلن أتحدث إليكم وأستميحكم عذرًا في أن أتنحى عن مقام الخطابة وأترك المنبر لمن هو أولى بالحديث إليكم؛ لأنه الأقرب إليكم، والأعرف بكم، والآخر لديكم، سأترك الحديث اليوم إلى رمضان؛ ليحدثكم بنفسه، ويبثكم شكواه ويروي لكم تاريخه ويبين لكم أحكامه.