ولكن لنفترض أن خطيب ما وجد نفسه فجأة خالي الذهن، وبدأ يحدق النظر إلى مستمعيه صامتًا وعاجزًا عن الاستمرار، إنه لموقف مرعب، إن كبرياءه يمنعه من الجلوس بارتكاب وخيبة أمل، هو يشعر أنه قادر على التفكير بالنقطة التالية أو بنقطة ما لو أن لديه مهلة عشرة أو خمسة عشر ثانية، لكن خمسة عشر ثانية من الصمت القلق أمام الجمهور لهو أقل بقليل من كارثة، فما الذي يجب القيام به حينئذٍ؟!

نقول: عندما وجد أحد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي نفسه في موقف مماثل من هذا سأل المستمعين بوضوح في مؤخرة الغرفة عما إذا كان صوته مرتفعًا يبلغهم أو لا، وقد كان يعلم أن صوته يبلغهم ولم يكن يبحث عن معلومات بل كان يسعى إلى كسب الوقت وخلال هذا التوقف الضئيل التقط الفكرة وتابع خطابه.

لكن ربما يكون أفضل منقذ في مثل هذا المأزق الذهني هو استخدام آخر كلمة أو عبارة أو فكرة في جملتك الأخيرة من أجل البدء بجملة جديدة، فهذا سيولد سلسلة لا متناهية تخيل أن خطيبًا يتحدث عن النجاح في العمل يجد نفسه في مأزق بسبب قوله، إن المستخدم العادي لا يتطور؛ لأنه لا يهتم جديًّا بعمله ولا يتميز بروح المبادرة ربما ليست لديك فكرة عما تقوله أو كيف تنهي الجملة، ولكن مع ذلك ابدأ فالتظاهر الهزيل أفضل من الإخفاق التام، إن روح المبادرة تعني الإبداع والقيام بشيء من تلقاء ذاتك من دون أن تنتظر ليطلب ذلك منك، وهذه ليست ملاحظة مدهشة، ولن تجعل من الخطاب خطابًا تاريخيًّا لكن أليست أفضل من الصمت المؤلم، فماذا كانت آخر فقرة لها تنتظم ليطلب ذلك منك لنبدأ جملة جديدة بهذه الفكرة، إن الطلب المستمر من المستخدمين الذين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015