ثم ينتقل من هذا إلى دعوتهم إلى التبرع، وهذا هو النتيجة ثم يعينه في هذا أمور كثيرة تتوقف على مهارته وثقافته، وعمق تفكيره، كأن يقول أن هؤلاء المساكين قد ينشأ الملجأ منهم نفوسًا صالحة وأشخاصًا نافعين لمجتمعهم، وإذا لم يعنهم الملجأ كانوا جراثيم فساد وكانوا ضررًا على الناس من هؤلاء من أخنى عليهم الدهر، وكانوا قبل ذلك أبناء تجار أثرياء أو زراع موسرين أو عباد صالحين، إن أي واحد من السامعين مهما كان ثريًّا أو صحيحًا لا يأمن أن يصير أولاده إلى هذا المصير، وقد يلح على ذويه المرض والفقر أو يطرأ عليهم سوء السلوك المدمر، فكما يود أن يجد من يعين أولاده عليه أن يساعد هؤلاء.

هذه النقطة الأخيرة هي قمة الخطبة، والتي ينبغي أن يتخير لها العبارات المثيرة، وفيها يعلو صوته ويبدو انفعاله وأسفه وحزنه، وهو بهذا قد سار في خطبته سيرًا مرتبًا انتقل فيه من عنصر إلى آخر انتقالًا طبيعيًّا.

ولكن كيف يتذكر الخطيب عناصر موضوعه؛ ليكون متسلسلًا؟

أقول لكل خطيب: هناك طريقتان تستطيع من خلالهما تذكر الأشياء:

أولًا: بواسطة دافعًا خارجي.

وثانيًا: بربط الشيء بشيء موجود في الذهن من قبل.

ويعني ذلك بالنسبة للخطب أن باستطاعتك كخطيب أن تتذكر نقاطها بمساعدة دافع خارجي كالملاحظات لكن من يرغب في أن يرى خطيب يستخدم ملاحظات، ثم بإمكانك أن تتذكر نقاطها بربطها بشيء موجود في ذهنك، ويجب أن تنتظم في تسلسل منطقي بحيث تؤدي النقطة الأولى إلى النقطة الثانية إلى الثالثة بشكل طبيعي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015