منها إذ من المعلوم أن هذه المقاصد والأغراض تتجدد، وتتنوع حسب حاجات الناس، وتغير الأحوال وتقلب الظروف، ودواعي التذكير من هذه الأغراض: تثبيت العقيدة، وتقوية الإيمان.

ثانيًا: الدعوة إلى الإسلام، والدفاع عنه، وبيان مزاياه.

ثالثًا: خطب الإصلاح، ومحاربة المنكرات.

رابعًا: خطب ذات موضوع خاص أو مسألة مفردة من مسائل الإسلام كالصلاة والصوم وحقوق الوالدين والجوار وحرمة الزنا والخمر والسرقة، ونحو ذلك مما نقصده التذكير والوعظ والتعليم ونحو ذلك.

خامسًا: معالجة القضايا المستجدة بنظرة شرعية دقيقة.

وكذلك كانت خطب النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول ابن القيم -رحمه الله-: "كان خطبته -صلى الله عليه وسلم- تقريرًا لأصول الإيمان من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله، ولقائه وذكر الجنة والنار، وما أعد الله لأوليائه وأهل طاعته، وما أعد لأعدائه وأهل معصيته، فيملئ القلوب بالخطبة إيمانًا وتوحيدًا، ومعرفة بالله وأيامه لا كخطب غيره إنما تفيد أمور مشتركة بين الخلائق، وهي النوح على الحياة والتخويف بالموت، فإن هذا أمر لا يحصل في القلب إيمانًا بالله، ولا توحيدًا له، ولا معرفة خاصة به، ولا تذكيرًا بأيامه، ولا بعثًا للنفوس على محبته والشوق إلى لقائه، فيخرج السامعون ولم يستفيدوا فائدة غير أنهم يموتون وتقسم أموالهم، ويبلي التراب أجسامهم، فيا ليت شعري أي إيمان حصل بهذا وأي توحيد ومعرفة وعلم نافع حصل به".

ثم يقول -رحمه الله-: "ومن تأمل خطب النبي -صلى الله عليه وسلم- وخطب أصحابه وجدها كفيلة ببيان الهدى والتوحيد، وذكر صفات الرب جل جلاله وأصول الإيمان الكلية،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015