والعبادة، والأخلاق والمعاملات، والجهاد والاتصال والسياسة والاجتماع، وغير ذلك من كل ما شرع الله -تبارك وتعالى- لكم، ولقد أنكر الله تعالى على الذين فرقوا دينه، وقبلوا بعضه ورفضوا بعضه، فقال -عز وجل-: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} (البقرة: 85).
فهذه هي حقيقة الدين، والخطبة إنما هي دعوتهم إلى الدين فستكون إذًا متنوعة بحسب ما يقتضيه المقام، فتارة يتكلم الخطيب في العقيدة فيبين لهم أركان الإسلام والإيمان، ويبين لهم أن التوحيد حق الله على العبيد، وأن التوحيد ثلاثة أقسام: توحيد الربوبية، وتوحيد الإلوهية، وتوحيد الأسماء والصفات.
وتارة يتكلم عن العبادات، وأحكامها من صلاة، وصيام، وزكاة، وحج ويراعي الأوقات المناسبة لكل منها، وتارة يتكلم في النكاح، ويبين لجمهوره أهم ما يحتاجون إليه من فقه النكاح، وتارة يتكلم في البيوع، وما يحتاج الناس إلى معرفته من أحكامها، وتارة يتكلم عن الإحسان إلى أفراد المجتمع من الوالدين والأقربين، والجيران واليتامى والمساكين، وهكذا تتنوع الخطب، وتتعدد أغراضها وفق الموضوع الذي يختاره الخطيب، وهكذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- وخلفاؤه الراشدون يفعلون.
يقول ابن القيم -رحمه الله-: "كان -صلى الله عليه وسلم- يأمرهم بمقتضى الحال في خطبته، فإذا رأى منهم ذا فاقة وحاجة أمرهم بالصدقة وحضهم عليها، وكان يعلمه أصحابه في خطبته قواعد الإسلام وشرائعه، وكان يأمرهم وينهاهم في خطبته إذا عرض له أمر أو نهي كما الداخل أن يخطب أن يصلي ركعتين".
يقول الدكتور صالح بن حميد: "وخطب الجمعة المنبرية خطب أسبوعية دورية تتخذ أغراض عدة، وترمي إلى مقاصد متنوعة يشير في هذا التعريف إلى نماذج