قال الله تعالى: {وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاء} (البقرة: 235) وأصل الخطبة الحال التي عليها الإنسان إذا خطب نحو: الجلسة والقعدة.
ويقال مِن الخُطبة: خاطب وخطيب، ومن الخِطبة: خاطب لا غير، والفعل منهما خطب. والخطب الأمر العظيم الذي يكثر فيه التخاطب. قال الله تعالى: {قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ} (طه: 95) وقال تعالى: {قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ} (الذاريات: 31) وفصل الخطاب: ما ينفصل به الأمر من الخطاب".
قال الإمام محمد أبو زهرة -رحمة الله عليه- في تعريف الخطابة: "الخطابة مصدر خطب يخطب أي صار خطيبًا، وهي على هذا صفة راسخة في نفس المتكلم يقتدر بها على التصرف في فنون القول؛ لمحاولة التأثير في نفوس السامعين، وحملهم على ما يراد منهم بترغيبهم وإقناعهم، فالخطابة مرماها التأثير في نفس السامع ومخاطبة وجدانه، وإثارة إحساسه للأمر الذي يراد منه، ليذعن للحكم إذعانًا ويسلم به تسليمًا".
وقد قال ابن سينا: "إن الحكماء قد أدخلوا الخطابة والشعر في أقسام المنطق؛ لأن المقصود من المنطق أن يوصل إلى التصديق، فإن أوقع التصديق يقينًا فهو البرهان، وإن أوقع ظنًّا أو محمولًا على الصدق فهو الخطابة، أما الشعر فلا يوقع تصديقًا لكنه لإفادة التخييب الجاري مجرى التصديق، ومن حيث إنه يؤثر في النفس قبضًا أو بسطًا عُد في المُوصِّل إلى التصديق، والتخيل عنده إذعان للتعجب والالتزام تفعله صورة الكلام".
وقال الدكتور أحمد الحوفي في تعريف الخطابة: "هي فن مشافهة الجمهور وإقناعه واستمالته، فلا بد في الخطابة من مشافهة وإلا كانت كتابة أو شعرًا