بحاجته للآخر، ويتذكر ما أعده الله للمحسنين من جزيل الثواب في الدنيا والآخرة.
وليكن تفكيره في جو من الهدوء وصفاء النفس وطهارة القلب، والنية الصادقة والإخلاص في الدعوة إلى الله، وما أجمل قبل التفكير أن يطهر قلبه ولسانه بقراءة ما تيسر من كتاب الله، ويستلهمه المعونة والتوفيق، وما أحسن إذا وقع في قلبه موضوع ما أن يتوضأ ويصلي ركعتين، ويستخير الله -سبحانه وتعالى- على الكلام في هذا الموضوع، أو عدم الكلام فيه، فالله يعلم والخطيب لا يعلم، والله يقدر والخطيب لا يقدر، فعلى الخطيب أن يتبرأ من حوله وقوته إلى حول الله تبارك وتعالى وقوته، وعليه أن لا ينتظر من الناس ثناء ولا شكرًا، ولا يؤمل منهم أجرًا بل أجره على الله رب العالمين.
وبهذا نرى أن هناك أركانًا ثلاثة لا بد للخطيب من رعايتها:
الأول: موضوع الخطبة أي عنوانها.
ثانيًا: المادة العلمية التي تقوم عليها الخطبة.
ثالثًا: صياغتها النهائية.
ولتسهيل الأمر على الخطيب عليه أن يقسم الخطبة إلى عناصر وفقرات مترابطة، ثم يستحضر هذه العناصر ويستحضر في نفسه أساليبها والعبارات التي تؤدي بها.
يقول الإمام أبو زهرة -رحمه الله-: "لا شك أن من يريد إلقاء خطبة في موضوع يجمع العناصر أولًا، ثم يرتبها ويضع كل عنصر في موضعه اللائق به، ثم يعبر عن ذلك، وقد تحدث منه تلك الأعمال الثلاثة في أسرع وقت وأقصر زمن، كما يكون في الخطب الارتجالية وفي المجاوبات والمناقشات الخطابية، وقد تحدث منه