فلا بد أن تكون البحوث والتي تُطرح في هذه المؤتمرات منضبطة بضابط الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة، ولا بد أن تكون الحلول المطروحة لتلك القضية التي يعالجها المؤتمر حلولًا مستمدةً من كتاب الله وصحيح سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإن الله -تبارك وتعالى- قال:} إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ {(الإسراء: 9) يهدي للتي هي أقوم في كل قضية من القضايا، في كل مشكلة من المشاكل، في كل واقعة من الوقائع، في كل حادثة من الحوادث التي تحدث في بلاد المسلمين وفي غير بلاد المسلمين.

إن هذا القرآن هو الحل الأوحد للخروج بالناس من المآزق التي دخلوا فيها، ولا يعرفون الخروج منها، وهو الحل الأمثل لكل المشكلات والأزمات التي يعاني منها الناس مسلمين وغير مسلمين على حد سواء؛ لأن الله -تبارك وتعالى- قال في القرآن الكريم:} وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى * وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى {(طه: 124 - 127).

فينبغي للمؤتمرين أن يحرصوا على أن يكونوا منضبطين في أبحاثهم التي يعالجون بها القضايا والوقائع والأحداث، يكونوا منضبطين بالكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة، وإلا فإن كل الحلول التي تُطرح بعيدةً عن ذلك تجعل المدعوين في اضطراب، وتصيب تلك الصحوة المرتبطة بهذا المؤتمر بانحراف كثير عن المنهج.

كذلك من سلبيات المؤتمرات: الاهتمام البالغ في الشكليات، مما يؤدي إلى الإسراف وعدم ظهور الدعاة بمظهر التواضع، مما يثير مشاعر الفقراء وغيرهم بذلك، فيبغي في المؤتمرين والقائمين على إعداد المؤتمر أن يبتعدوا عن مظاهر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015