المؤتمر، وأن تكون ذا غرض عملي يترجم في حياة الحاضرين إلى واقع عملي، يعني: يسمعون من هؤلاء المحاضرين في هذا المؤتمر أشياء يحتاجون إلى العمل بها، فيخرجون من هذا المؤتمر فيطبقون ما سمعوا ويعملون به، وبذلك يستمر انتفاعهم بما سمعوا في هذا المؤتمر إذا هم عملوا بما سمعوا، أما إذا كان المؤتمر مجرد أقوال نظرية لا تتعلق بالناحية العملية، فإنه سُرعان ما ينساها الناس، ولا يذكرونها، فضلًا عن أن يعملوا بها وينتفعوا، وقد كان السلف يقولون: كنا نستعين على حفظ العلم بالعمل به.

فمن سلبيات المؤتمرات عدم التركيز على القضايا العملية.

كذلك من سلبياتها: عدم الالتزام في كثير من الأحايين بمقررات المؤتمرات، مما يجعلها حبرًا على ورق، إن المشاركين في المؤتمر بعد مناقشة البحوث التي عرضت من المشاركين، خرجوا بقرارات وتوصيات، ينبغي أن تكون هناك لجنة تتابع هذه القرارات، وما نفذ منها وما لم ينفذ، وما هي المعوقات التي حالت دون تنفيذ ما لم ينفذ؟ فإن هذه المتابعة أمر ضروري جدًّا؛ حتى لا تكون هذه القرارات -كما سبق قوله- حبرًا على ورق، نأتمر ونجتمع ونقدم بحوثًا، ونعرض آراءً وحلولًا لقضايا، ونقرأ القرارات والتوصيات، ثم لا يُعمل بها بعد ذلك، فهذه من السلبيات.

كذلك من سلبيات المؤتمرات: عدم ضبط ما يلقَى فيها بما يوافق الدليل من الكتاب والسنة، مما يسبب تناقضات في المطروح، واضطرابات لدى المدعوين، وانحرافات منهجية خطيرة في صفوف الصحوة المرتبطة بها.

إن العلم كما قال ابن القيم -رحمه الله-:

العلم قال الله قال رسوله ... قال الصحابة، ليس بالتمويه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015