الترف والسرف والبذخ، وأن يقتصدوا فيما ينفقون في هذه المؤتمرات؛ حتى لا يقال فيهم ما يقال، وما أكثرَ ما يقال. والسعيد الموفق مَن ذب الغيبة عن نفسه.
كذلك من سلبيات المؤتمرات: نَحْو كثير من المؤتمرات منحًا سياسيًّا بحتًا، وغلبة التحليلات الواقعة عليها، وهذا منزلق خطير، ينبغي أن نهتم بقضايانا العقائدية والتعبدية والتعاملية، وما ينفع المسلمين وما يردهم إلى دينهم ردًّا جميلًا بإذن الله -عز وجل.
كذلك من السلبيات: تتبع الأحداث بعيدًا عن مضامين الشرع ومنهج الكتاب والسنة، وانطلاق بعضها انطلاقاتٍ حزبيةً، مما يعطل شموليتها، ويحجر واسعها، ويقطع في كثير من الأحيان سيرها.
إن الحزبية أمر خطير، فَرَّق المسلمين، وأضعف قوتهم، وأصابهم في مقتل، فعلى المسلمين أن يتحرروا من هذه الحزبية، وأن يجتمعوا على كتاب الله وعلى صحيح سنة رسول الله، وأن يستجيبوا لرب العالمين حيث قال:} وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا {(آل عمران: 103) وأن يستجيبوا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث أوصَى أصحابه وكل مَن بلغهم في آخر أيام حياته -صلى الله عليه وسلم.
يقول العِرباض بن سارية -رضي الله عنه-: ((وعظنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- موعظةً بليغةً، وجلت من القلوب، وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله، كأنها موعظة مودع، فأوصنا، قال: أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة وإن تأمَّر عليكم عبد حبشي، فإنه مَن يعِشْ منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عَضُّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثاتِ الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة)) أو كما قال -صلى الله عليه وآله وسلم.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.