ربك وقليل ما هم، فأكثر الناس دأب على أنه كلما جاء محاضر أو حضر محاضرة أو حضر ندوة، أن يسأل سؤالًا، والسؤال هو هو لا يتغير، ولو حضر في اليوم خمس محاضرات أو خمس ندوات هو سؤاله الذي يسأله لهذا، ويسأله لهذا، ويسأله لهذا، وهذا من الأسئلة التي نُهينا عنها.

فمن آداب السؤال أن يكون سؤالَ تفقهٍ لا تفكه وتندرٍ، ولا لإعجاز المسئول، فحتى تنجح الندوة وتحقق أهدافها على الجمهور الحاضر أن يجتنب طرح الأسئلة المقررة ولو كان يغيرها بأسلوب آخر.

وأخيرًا على الجمهور: أن يقصد بحضوره تلك الندوة أن يترجم ما سمِعَ إلى حياته العملية، أو واقعه العملي، وأن يعمل بما سمع، وأن يستجيب لله وللرسول -صلى الله عليه وسلم- في كل ما سمعه أثناء تلك الندوة أو أثناء تلك المحاضرة، أو من ذلك الواعظ وذلك المدرس، المقصود من التعلم هو العمل، فإذا حضر إنسان مجالس العلم على اختلاف أساليبها من الخطبة والدرس والندوة وغير ذلك ولم يكن له رغبة في العمل، فإنه إنما يستزيد من حجة الله عليه. كما روي: أن رجلًا كان كلما لقي أبا الدرداء سأله سؤالًا، فقال له أبو الدرداء: "يا هذا، أكل ما تسأل عنه تعمل به؟ فقال: لا، فقال: فما تصنع بازدياد حجة الله عليك؟ ".

فيجب على الجمهور إذا حضر الندوة أو الموعظة أو الخطبة أو المحاضرة أو الدرس أو غير ذلك، إذا حضر مجلس علم مهما اختلفت أساليبه، يجب على مَن حضر أن يكون حريصًا على أن يتعلم ليعمل، وأن يبادر عقب التعلم بالعمل؛ استجابةً لله وللرسول -صلى الله عليه وسلم- فإن الجمهور حين يحرص على العمل بما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015