- وعلى الحاضرين أن لا يقاطعوا المحاضر أثناء محاضرته، بل إذا بَدَا لأحدهم سؤال أثناء المحاضرة كتبه، فإذا انتهى المحاضر من محاضرته وفتح باب السؤال، سأل مَن أراد السؤال.

ثالثًا: أن لا يخرج الجمهور بأسئلتهم عن موضوع الندوة.

رابعًا: على الجمهور التفاعل والحيوية أثناء الندوة، فينبغي لكل مَن حضر الندوة أن يكون حاضرًا بقلبه لا ببدنه فقط، وأن يلقي السمع ويحسن الاستماع، ويحرص على الفهم والتدبر والانتفاع بما يلقى في هذه المحاضرة، فلا ينشغل عما يلقى عليه بأي شاغل آخر يشغله، ويجعله لا يسمع ولا يعي ولا يستفيد من حضوره، والله -سبحانه وتعالى- قد قال:} إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ {(ق: 37).

فهذه شروط الانتفاع من الحاضرين للندوة أن يحضروا بقلوبهم، وأن يلقوا أسماعهم، وأن يقطعوا الشواغل التي تشغل سمعهم وأبصارهم وقلوبهم عن المحاضر أثناء الندوة, وقد ذم الله -تبارك وتعالى- المشركين على تشاغلهم عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أثناء حديثه، فقال -عز وجل-:} نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى {(الإسراء: 47) حاضرون لا يستمعون لمن يحاضرهم ولا من يعظهم، وإنما يتناجون أي: يتحدثون سرًّا أثناء المحاضرة وأثناء الندوة وأثناء الموعظة، فأنَّى لهم أن يعوا وأن يستفيدوا وأن ينتفعوا؛ ولذلك قال الله تعالى:} وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا {(محمد: 16) فهم لم يدروا ماذا قال؟ ولم يعوا ماذا قال؟ لأنهم لم يحسنوا الحضور ولم يحسنوا الاستماع، لم يتفاعلوا ويتعايشوا مع المحاضر أثناء الندوة.

خامسًا: على الجمهور أن يتجنب تَكرار طرح الأسئلة التي سُئِلت من قبل ولو بأسلوب آخر، وهذا داء وآفة قد انتشرت في الجمهور في كل مكان، إلا مَن رحم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015