كلمة جميلة حكيمة يجب على كل خطيب أن يرددها على مسامعه حتى يحفظها.
وهنا نصيحة حكيمة من العميد "براون" في جامعة "بيل"، الذي كان يدرب الآخرين على الخطابة، وكيفية الإلقاء وتحضير الخطبة، وتوزيع بعض النصائح التي تفيد الخطيب إذا كان بائع قماش أو صانع أحذية. يقول "براون" في نصيحته: "احتضن دراستك. احتضنها حتى تصبح يانعة، فمن خلالها تحصل على قطيع كامل من الأفكار الناجحة، مثلما تسبب ذرات الحياة الصغيرة في الانتشار والنمو، ويستحسن أن تستمر هذه العملية فترة طويلة، وحين تنهمك في جمع مادة علمية لإلقاء خطبة في احتفال معين اكتب جميع الأفكار المتعلقة بالمادة التي تخطر ببالك. دَوِّن جميع أفكارك ببضع كلمات كافية لتثبيت الفكرة، ودع عقلك يبحث عن المزيد منها. تلك هي الطريقة التي من خلالها يتدرب العقل على الإنتاج، وبها تبقى عملياتك الذهنية نشطة وبناءة. دَوِّن كل هذه الأفكار التي دَوَّنها تفكيرك من دون أي مساعدة، فهي بالنسبة لتغذيتك الفكرية أثمن من الياقوت. دَوِّنها على قطع من الورق، وستجد من السهل ترتيب هذه القطع حين تنظم مادتك. ثابر على كتابة جميع الأفكار التي ترد إلى تفكيرك. ليس عليك الإسراع في هذه العملية؛ فهي أهم عملية فكرية سيتاح لك الانهماك فيها. إنها الوسيلة التي تدفع العقل للنمو لكي يصبح قوة حقيقية منتجة".
إنها نصائح غالية حقًّا، خلاصة هذه النصائح: أن الخطيب لكي ينجح في مهنته لا بد من تحضير موضوع الخطبة، وإعداده إعدادًا دقيقًا. وإعداد الخطبة وتحضيرها ليس عيبًا يشين الخطيب؛ فإن كبار الخطباء ومشهوريهم -في القديم والحديث في الشرق والغرب- كانوا وما زالوا يقضون وقتًا في إعداد خطبهم، قبل أن يخرجوا بها إلى الناس، مع قدرتهم البالغة على الكلام في أي موضوع من واقع تجربتهم، وخبرتهم السابقة في مجال الخطابة والإلقاء.