وإليك أهم أصول منهجه -صلى الله عليه وسلم- في التحدث والحوار:
أولًا: التحدث باللغة التي يفهمها المخاطبون:
تحقيقًا للمبدأ الذي ذكره رب العالمين -سبحانه وتعالى- حيث قال:} وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ {(إبراهيم: 4) ولا يمكن للداعية أن يؤثر في البيئة التي وجد فيها حتى يكون متقنًا للغة أهلها، فاهمًا للهجات قبائلها، عالمًا بما يخاطب به عوامها أو مثقفيها، فإن لم يكن الداعية الخطيب على هذا المستوى من إتقان اللغة وفَهم اللهجات والعلم بحقيقة المخاطبين، فتأثيره في الناس يكون ضعيفًا، والإقبال عليه يكون ضئيلًا، وربما يخفق في تبليغه ويفشل في دعوته دون أن يصل في القوم إلى فائدة أو جدوى.
نعم، في حال جهل الداعية بلغة البلد يمكن أن يغني عنها الترجمة، ولكن هذه الترجمة لا تغني عن اللغة الأصلية في إيصال فكر الداعية إلى الجمهور مهما كانت الترجمة دقيقة، ولا يمكن للجمهور أن يتفاعل مع الداعية مهما كان المترجم لهم فصيحًا بليغًا، فالتخاطب على أساس لغة البلد إذًا هو عامل كبير من عوامل نجاح الداعية، ومن مقومات تأثيره في البيئة التي يدعو إلى الله فيها، ألا فليعلم الداعية هذه الحقيقة إن أراد أن يحدث في الأمة تأثيرًا، وفي المجتمعات الإنسانية تغييرًا.
ثم ماذا عن التكلم باللغة العربية الفصحى في بلد يتكلم أهله بالعربية؟